بوريطة يبرز ب’سوتشي’ رؤية الملك والمبادرات الملكية من أجل إفريقيا
فنان حرك أحاسيس كل العرب، أبكاهم وأضحكهم، سافر بهم إلى عوالم الفن الراقي والأصيل، فكان فنه الملتزم سراجا ينير دروب الملايين، ومنارة تهدي الحيارى إلى بر الأمان، فنان ارتبط اسمه بالفنان الراحل “محمود درويش”، فكان الأخير مؤسسا، والثاني هو الباني لفن بنكهة الأرز الساحر، أرز تحول إلى آلة من أوتار تعزف عليها أنغام الحياة، صوت حلو عذب وشجي لفنان تسيد هرم الأغنية بدون أدنى منازع.
كيف لا وهو حفيد الفينيقيين الذين يشهد لهم التاريخ بالرقي والحضارة، وكيف لا وهو ابن شجرة الأرز الشامخة في أعالي جبال بيروت، إنه رائد الفن الملتزم في المعمور بأسره، إنه زرياب القرن الواحد والعشرين..إنه بلا شك الفنان اللبناني العالمي “مارسيل خليفة”.
“أحن إلى خبز أمي.. وقهوة أمي..” هكذا كان يعبر الفنان وعملاق الطرب الروحي “مارسيل” عن مشاعره وأحاسيسه، كلمات يعبر بها عن واقعه، ويتقاسمها مع الملايين من حول العالم كونهم يعيشون ذات الواقع، فهي بصدق كلمات تخترق القلوب والعقول قبل الدور والقصور، وتذيب الحديد وتكسر الحجر، كلمات يقشعر منها الجسد ويخضع لسلطتها القوية على وجدانه، كيف لا وهي المليئة بالأحاسيس الجياشة والمعاني الصادقة ويزين صداها اللحن الجميل والشجي.
نرحب بملك الإحساس الروحي، نرحب بالعالمي “مارسيل خليفة” الذي خصنا بالحوار معه، التقيناه في مدينة تطوان الساحرة في مهرجان العود حيث كرم ومنح جائزة الزرياب. نرحب به بموقع أكورا بريس.
بداية هلا حدثتنا عن حضورك للمهرجان الدولي للعود بتطوان، وحصولك على جائزة زرياب للمهارات؟
أولا أشكر إدارة المهرجان، لأنها فكرت في هذا التكريم، سواء جائزة زرياب أو مهرجان العود، وبالطبع أنا لبيت الدعوة حتى أكون للمرة الثانية في مهرجان العود، لأنه صراحة من المهرجانات المهمة التي تبحث عن التجديد، عن التثقيف، عن التعليم، عن الحس الموسيقي السليم، وما حدث اليوم بعد حفل أو تكريم الأمس، هذا اللقاء الجميل مع الجمهور كان لقاء مثمرا حيث المتلقي كان مشارك بشكل حقيقي في هذه الندوة، فأشكركم وأتمنى أن أكون عند حسن ظنكم.
ماهي المواضيع التي تناولها ألبومك الجديد “سقوط القمر” الذي تم توقيعه صباح يوم السبت بدار الثقافة بتطوان؟
ألبوم “سقوط القمر” هو تحية لـ”محمود درويش” بعد غياب أربع سنوات، حاولت في البداية أن أكتب له شيئا ما، لكن فكرت أن أترك هذا الوقت لاحقا، وبعد أربع سنوات ارتأيت أن أكتب هذا العمل، وكنت أحييه من قصائده ومن موسيقى كتبتها عن القصائد وليس فقط أغنيات، هو نوع من التحية العميقة لصديقي الذي ذهب بعيدا ولكن بقي معنا شعرا.
شاركت السنة الماضية في نفس المهرجان، وكان ناجحا قياسا بالإقبال الجماهيري عليها، ماهي الذكريات التي بقيت راسخة من كل الحب الذي بادلك إياه الجمهور التطواني؟
في الحقيقة مدينة تطوان أحببتها بهذا الحب الكبير، فأنا للمرة الثالثة أزور فيها هذه المدينة حيث سبق وأن أتيت مع الفرقة، فهذا الحب ليس سهلا بل صعب كما ذكرت في الندوة الصحفية، فالحب بحاجة إلى عمل يومي يجب أن تغذيه دائما حتى لا يذبل لأنه مثل الورد الجميل لابد من تسقيه دوما وأنا أحب أن أظل أسقي هذا الحب الذي يتجلى في هذه المدينة وهؤلاء الناس الطيبين والمثقفين الذين يحبون الموسيقى.. يبتسم ويقول باللبنانية (حبيتكن)
هل لأغانيك خلفية معينة كونها تعكس دائما صورة محزنة يغلفها طابع الحنين؟
لا.. فيها فرح، فيها حزن، فيها حنين، فيها حزن خريفي و ربيعي، أيضا فيها غضب، أحيانا فيها تحدي، فيها رؤيا وجد، فيها عشق، فيها الطفل، فيها الأم، فيها الحبيب، فيها كل شيء.. هي الحياة يعني عملي هو ما نعيشه.
ألا تفكر في تقديم ولو أغنية باللهجة المغربية، وتقديمها للجمهور المغربي المتيم بأغانيك والعاشق لهذا النوع الراقي من الفن؟
حقيقة أنا أحب التراث الموسيقي المغربي المتنوع، ولكن أن أغني باللهجة المغربية لم أفكر فيها، أحب أن أرى هذا التراث، فرغم اضطلاعي عليه إلا أنه يجب أن أتعرف عليه أكثر، لأن هذا التراث غني جدا فيه كثير من الأنماط والأشكال في كل شيء، في البنيان والعمران، والفلكلور في التنوع الموسيقي من منطقة لأخرى والأندلسي المخلوط أيضا، فأنا أحب هذا التراث وأحب أن أرى ما في قلب هذا التراث.
كيف ترى واقع الأغنية العربية اليوم، وما وضعية الفنان العربي فيه؟
الأغنية العربية في وضع صعب، لكون الفضائيات العربية ولكون هذا الشيء التجاري الكاسح ومؤسسات المال التي تدفع لتهميش العالم، ولكن هناك مبادرات دائما جيدة، فمثلا مهرجان العود مبادرة جيدة.
ماهي الرسالة التي تحملها للعالم من خلال فنك؟
ما أحب أن أقوله، هو أنني لا أعرف شيئا سوى الموسيقى، ربما لو كنت نجارا لكنت صنعت بابا جميلا، لكن أنا موسيقي،أ حب أن أنتج موسيقى جميلة لأنني من خلالها أستطيع أن أبوح بما عندي من فرح وألم وغضب وجمال، يعني الرسالة هي دائما رسالة إنسانية.
من بين أغانيك الكثيرة أي لحن تراه يناسب الوضعية العربية الآن؟
لدي العديد من الأغنيات التي تناسب هذا الوضع..سأختصرها في “تصبحون على وطن”.
في الختام ماذا تعني لك الكلمات التالية؟
لبنان : هي أرض تربتي، هي المكان الذي نشأت فيه، هي مدينتي وقريتي الأولى هي بلدي الأول.
المرأة : هي أهم شيء بالنسبة إلي كرجل، المرأة هي كل شيء، تبدأ من الأم إلى الحبيبة إلى الصديقة.
ريتا : هي تلك الجميلة التي بعدت بيني وبينها تلك الحروب القاتلة الصغيرة والكبيرة، وبقيت ريتا تلك المرأة الجميلة رغم كل السنوات التي مرت.
العود : فكما ذكرت اليوم لقد أحببت العود، فالعود هو صوتي الذي يطلع منه الموسيقى والألحان وأبوح من خلاله، هو جزء من يدي جزء من حضني، من روحي هو جزء مني.
تطوان : أحبها.
أكورا بريس-التقته بتطوان: سمية العسيلي