الكويت: تكريم معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية كأفضل جهة قرآنية بالعالم الإسلامي
يعرفه الناس، كان سجينا إلى أن تم العفو عنه بمبادرة من وزير العدل فتصور أنه برأ من دم المسلمين التي سوف يساءل عنها غدا أمام الله، يساءل عن دماء كل الذين سقطوا شهداء في الأعمال الإرهابية التي تقترف بإسم الدين.
كثيرون لم يكونوا ليقبلوا أن يتم سجن الأتباع وتحرير الشيوخ الذين كانوا يروجون للتكفير ولإستحلال دماء المسلمين ومالهم وعرضهم في أرض المغرب، وعندما خرج الشيوخ تململ الأتباع الذين لم يقوموا بما قاموا به إلا استلهاما لدروس تكفير أفراد المجتمع من تارك للصلاة وشارب للخمر، كما حدث مؤخرا عندما تم حجز أشرطة لمفتي الريدبول لدى خليتي “التوحيد” و”الموحدون” في ضواحي الناظور، تحرم الصلاة وراء الإمام غير الملتح، تحرك الأتباع طلبا لتحريرهم تعامل معه الشيوخ بأكثر من طريقة، فهناك من سلك سبيل المراجعات لتصحيح عقيدة الشباب وهناك من تحرك للدفاع عن مقاربة أخرى تضمن العفو عن بعضهم الذين لم يتورطوا بشكل مباشر في أعمال القتل والسرقة والإعتداءات ومنهم من يتحرك الآن ويريد تزوير التاريخ، يريد أن يفهمنا أن أحداث 16 ماي لم تكن، وأن المعتقلين على خلفيتها هم أبرياء، فقد برأهم شيخهم لأنه في أمس الحاجة إليهم اليوم لكي يعيدوا الكرة، فهو يسفرهم إلى بلاد الشام لنصرة أهلها ضد آل الأسد.
الشيخ الوديع الذي لا يفتي إلا من وحي القرآن والسنة، والذي لم يكفر يوما أحدا يصر على إرسال أتباعه إلى سوريا، وقبل أشهر تم إيقاف أحد أقرب مقربيه يعيش بين هولندا والمغرب وهو على رأس شبكته لتسفير مراهقي طنجة وتطوان إلى سوريا من أجل القتال في صفوف القاعدة التي يظهر صاحبنا أنه يوالي من والاها ويعادي من عاداها، فكيف لأقرب المقربين إلى شيخ “الريدبول” أن يكتم أمر مناصرته لجبهة النصرة في سوريا عن شيخه، المُطالب اليوم أن يفتينا في أمر تسجيلين حيين بثتهم جبهة النصرة، الأول يظهر أحد أنصار الشيخ وجبهة النصرة وهو يشق صدر أحد جنود الأسد و يلتهم أمام الكاميرا قلبه المخضب بالدماء، فليفتينا شيخ الريدبول في أمر أكل لحوم البشر من المسلمين وغير المسلمين بإسم الجهاد، فهل أفتى بذلك ابن تيمية؟ أما التسجيل الثاني فيتعلق بتنفيذ حكم الإعدام رميا بالرصاص من طرف مجاهدي جبهة النصرة في عشرة من أنصار الأسد و إذا كان شيخ الريدبول و الكلام في حاجة إلى معطيات فما عليه إلا مراجعة ممثل منظمة هيومن رايت ووش بلبنان.
الشيخ الذي تخصص في الإفتاء لم يكلف نفسه بعد عشر سنوات من أحداث 16 ماي الإرهابية عناء رفع غطاء الشرعية الدينية على الذين تسببوا في مقتل 33 شخصا غالبيتهم من المسلمين حتى يتحمل مسؤوليته في جر الشباب إلى استهداف المدنيين الآمنين في مجتمع مسلم، خصوصا وأن ثلاثة من الانتحاريين الذين نفذوا جرائم 16 ماي لازالوا أحياء وسبق لهم أن فصلوا في تصريحات صحفية الأعمال التحضيرية من تحديد الأهداف و صنع المتفجرات و تفاصيل يوم التنفيذ الذي تم تأجيله لأسبوع كامل بعد أن كان محددا في يوم 7 ماي 2003.
الشيخ الذي استفاد استثناءا من العفو، عفا بدوره عن أتباعه و يريد خروجهم حتى يعيد تصديرهم كما صدر الذين خرجوا من قبلهم إلى تخوم مالي و مرتفعات الشام من أجل تدريبهم و عودتهم إلى المغرب لإقامة شرعهم على الأرض و شرع الغاب بإسم الشيخ و قاعدته التي لم تدخل يوما أرضا إلا و حولتها إلى خراب، و حتى يستبلد صغار العقول منهم و يعطي امتيازا لدعواته، فدعواته هي التي تحدث حوادث السير في طرقات المغرب، كأن المغرب لم يعرف حادثة سير بجروح في العشر سنوات الأخيرة إلا حادثة بنوعها، و كأن المغرب لم يمت من ساكنته شخص واحد في العشر سنوات الأخيرة إلا الراحل محمد بوزوبع.
شيخ الريدبول الحلال القاعد في بيته بتطوان الذي يتمتع بالحياة من مال الأتباع، احتكر له و لأتباعه قدر السماء حتى يسود في الأرض و ينال المبتغى من قاصري العقول التابعين السذج، الذين لم يطلبوا من شيخهم و هو الذي أمضى أكثر من عشرين عاما في الإفتاء أن يجرب ما يؤمن به و لو مرة واحدة في أفغانستان أو العراق أو الصومال أو مالي أو سوريا حتى ينال هو قبل غيره فضل السماء و يدخل الجنان و يتزوج الحور العين و يشفع لأهله و أحبابه لدخول الجنة، أم أنه يريد لنفسه جنة الأرض و مالها و بنونها و يترك لغيره ما يعتبره أكبر من ذلك.
فإذا كان اعتقال الجهاديين في المغرب ولد مآسي اجتماعية لعائلاتهم، فليفتينا شيخ الريدبول الأغبر حول المآسي الإجتماعية التي خلفتها اعتداءات 16 ماي وسط عائلات الضحايا من قتلى و جرحى و معطوبين، و ليفتينا شيخ الجهاد حول المآسي الإجتماعية التي ولدها ارسال المتطوعين للجهاد خارج المغرب و عن انعدام المسؤولية التام لدى الجهاديين الذين يموتون طوعا و بأمر الشيخ في الخارج، و يتركون أبناءهم و نساءهم مشردين في أرض المغرب، و هل تطوع الشيخ يوما لسد رمق عائلة واحدة من عائلات الذين سفرهم الشيخ لدخول الجنة أو هَبَّ يوما لنجدة عائلاتهم و لو بقارورة واحدة من شراب الريدبول الذي حلله الشيخ و يحبه حد الإدمان.
إذا كان هناك من قاتل حقيقي يتحمل وزر ما حدث قبل 16 ماي و بعدها في ما عرفه المغرب من أحداث إرهابية و اغتيالات و ترويع للآمنين من مسلمي هذا البلد، فلن نجد غير شيوخ التكفير و في مقدمتهم شيخ الريدبول الأغبر الذي يتصور أن استفادته من العفو هو تبييض للأعمال الإجرامية التي عرفها المغرب بفعله و بفعل أتباعه من الجهلة و التي ذهب ضحيتها أكثر من 60 قتيلا و 150 جريحا.
أكورا بريس