فيديو: المفوض الأممي لحقوق الإنسان: المغرب نموذج يحتدى به في مكافحة التطرف
ودّعت مراكش ضيوف مهرجانها الدولي للفيلم الذي اختتمت فعاليات دورته 13، مساء السبت الماضي، بقصر المؤتمرات، بتسليم الجوائز، بعد تسعة أيام من الفعاليات السينمائية، وتنافس حامي الوطيس بين 15 فيلم.
من أبرز الأفلام المعروضة خلال فعاليات الدورة الـ 13 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، ونالت إعجاب ودهشة الجمهور، فيلم “المقامر” الذي يغوص في دهاليز شخصية المدمن على ألعاب الحظ ويفكك تداعيات إدمانه على نسيج العلاقات الاجتماعية.
ولعل ما يميز فيلم “المقامر” أنه يعكس بشكل أو بآخر “الحياة العادية” للعديد من الأشخاص في مختلف المجتمعات، بما فيها المجتمع المغربي.
ويحكي هذا الفيلم المشارك في المسابقة الرسمية، والذي يحمل توقيع المخرج الليتواني إينياس جونيناس، قصة “فينسينتاس” الذي يعمل في قسم الطوارئ بأحد المستشفيات، ويقوم بشكل متواصل بالتحايل على الآخرين حتى يتمكن من تسديد ديونه الناتجة عن شدة إدمانه على لعب القمار.
وفي أحد الأيام، يبتكر”فينسينتاس” في مقر عمله لعبة رهان غير قانونية تعتمد على نتائج نجاح أو فشل العمليات التي تجرى للمرضى، مما سيمكنه في وقت وجيز من تحقيق أرباح باتت تتزايد أكثر فأكثر، لتتواصل بعد ذلك مشاهد الفيلم وأحداثه.
يصف هذا الفيلم حال المقامرين ونفسيتهم ويحلل مسألة الإدمان على اللعب والجوانب السلبية للقمار، كما يقدم صورة واقعية مصغرة للعلاقات الاجتماعية بين الفقراء والأغنياء، وصراع بعض الأشخاص من أجل الحصول على المال ولو كان الأمر على حساب أشخاص آخرين.
كما يطرح هذا العمل الفني أسئلة مثيرة للجدل أهمها “هل القناعة هي الأقوى أم أن شهوة الربح هي التي تسيطر على قرارات الناس وتقود إلى المقامرة بكل شيء مهما كانت قيمته”.
فيلم “المقامر”لا يتضمن أحداثا شديدة الإثارة ، وإنما الأفكار التي يناقشها تلمس واقع الناس، كما أن مشاهد الفيلم لا يتخللها الملل وأتاحت للحوار الذي اعتمد عليه الفيلم كثيرا أن يأخذ حقه في الظهور.
ويستمد هذا الشريط أهميته من جودته الفنية ومن براعة الممثلين الذين أدوا أدوارهم باقتدار وإقناع بفضل فهمهم لطبيعة الشخصيات وتداخل علاقاتها، فبطل الفيلم الممثل “فيتوتاس كانيوسونيس” يظهر أداء متميزا وقدرة على عكس انفعالات شخصيته بسلاسة وانسيابية في المشاعر، كما نجح في عكس الألوان المختلفة لشخصيته والتغير التدريجي لها، كما كانت له القدرة على التحرك داخل مساحة الشخصية التي يجسدها ببراعة شديدة.
لقد قدم المخرج إينياس جونيناس في فيلمه نموذجا للأسلوب السهل الممتنع، وذلك باعتماده على حكي واقعي بسيط.