الكويت: تكريم معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية كأفضل جهة قرآنية بالعالم الإسلامي
مما لا شك فيه أن المنظومة التعليمية المغربية بحاجة إلى إصلاح شامل، لكن قبل الحديث عن الإصلاح المنشود، وجب أولا إعطاء تعريف له بشكل دقيق، فالمقصود إذن بالإصلاح التربوي هو إعادة النظر في النظام التربوي القائم بما في ذلك النظام التعليمي ومناهجه من خلال إجراء دراسات تقويمية، ثم البدء في عملية التطوير وفق مقتضيات المرحلة الراهنة والرؤى المستقبلية للنظام التربوي، وفي هذه الحالة تكون الاتجاهات العالمية ومظاهر التجديد التربوي من أهم الأمور التي توضع في الاعتبار.
من هذا المنطلق وجب البدء في المرحلة الأولى بتقييم الوضعية التعليمية الراهنة، وتبني منهجية مغربية صرفة للتعليم ونظرية ناجحة بعيدا عن مقاربة الكفايات والتي أتبثت فشلها في شقها الإجرائي، أعني بيداغوجية الإدماج، ووجب الاعتماد في هذه العملية على الكفاءات المغربية في قطاع التربية، وعلى الباحثين في الميدان لاستثمار أبحاثهم و نظرياتهم قصد استخلاص منهجية وطنية مغربية للإصلاح التربوي.
وفي المرحلة الثانية، وجب الوقوف على جميع الاختلالات التي تهم منظومة التعليم، كالظواهر الدخيلة على الحرم التعليمي، كالسلوكيات الغير سوية، مثل التدخين و تعاطي المخدرات، و تفشي ظاهرة العنف، و باقي الأفعال الأخرى التي تفشت في الآونة الأخيرة، و إعداد خطة عملية و منهجية واعية وثلاثية الأبعاد، مع إشراك فاعلين آخرين كالأسرة و المجتمع المدني للقضاء على هذه السلوكيات الدخيلة.
وأخيرا و ليس آخراً وجب إعادة النظر في المناهج الدراسية المعتمدة شكلاً، كماً و محتوىً، مع صياغة مناهج جديدة تتلاءم والتطور التكنولوجي والمعلوماتي الحديث، بشرط أن تحتفظ بالخصوصية الدينية والوطنية والثقافية للهوية المغربية، طبعا دون إغفال العنصر البشري،المتمثل في رجال التعليم ، ومستواهم الثقافي والعلمي المحدود وذلك بتبني برنامج شامل وجديد في التكوين بعد إطلاق أول خطوة فيه والمتعلقة بخلق المراكز الجهوية للتربية و التكوين و فتح شعب جامعية للدراسات العليا و الدكتوراة في مهن التربية و التكوين، و كخطوة تكميلية لهذا البرنامج وجب إعداد استراتيجية لتكوين الأساتذة والأستاذات في جميع الأسلاك بأسلوب جديد يتماشى و تطلعاتهم و احتياجاتهم المهنية.
إذن إصلاح المنظومة التعليمية المغربية ممكنة إن تظافرت الجهود بين مختلف الفاعلين و إن اعتمدنا على الكفاءات المحلية و تجنبنا تجريب البيداغوجيات الأجنية المستنسخة والتي لا تتماشى والمستوى الفكري و الثقافي ببلادنا.