خلوة مجلس حقوق الإنسان بالرباط: اجتماع للتفكير وتبادل الآراء بشأن وضعية المجلس ومستقبله
انطلقت، أمس الجمعة بالرباط، أشغال الدورة الـ30 للمجلس العلمي الأعلى، وذلك تنفيذا لمقتضيات الظهير الشريف رقم 1.03.300 المتعلق بإعادة تنظيم المجالس العلمية، وتطبيقا لمواد الظهير الشريف رقم 1.04.231 بالمصادقة على النظام الداخلي للمجلس العلمي الأعلى.
وستعكف لجن المجلس على دراسة القضايا المدرجة بجدول أعمال هذه الدورة، والمتمثلة في خطة ميثاق العلماء في صيغتها الجديدة، والمصادقة على مشروع برنامج العمل السنوي لعام 2023، والمصادقة على مشروع ميزانية السنة المالية 2023 للمجلس العلمي الأعلى والمجالس العلمية المحلية.
كما يشتمل جدول أعمال الدورة الـ30 على تقييم عمل المجلس العلمي الأعلى والمجالس المحلية منذ الدورة الأخيرة، وكذا نشاط المجالس المحلية في محيطها، لاسيما ما يتعلق بجانبي الوقاية والتنمية، وكذا الوقوف عند حصيلة برامج التبليغ ومقاصد تحقيق الحياة الطيبة، وترشيد عمل الأئمة المرشدين والمرشدات.
وفي كلمة افتتاحية بالمناسبة، قال الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى، محمد يسف، إن الدورة الحالية تشكل فرصة ” للوقوف عند الخطوات التي قطعها العلماء، وحصيلة نشاطهم، وما حققوه لدينهم ولحضارتهم”، مؤكدا أن التئام العلماء من كافة أرجاء المملكة من شأنه أن يفسح المجال للتبادل ورصد الخلل وتعزيز التعاون والدعم بين العلماء والمجالس المحلية.
وأبرز، في السياق ذاته، أن العلماء أصحاب رسالة “يجب تأديتها بإخلاص حتي يتغلغلوا في القلوب والعقول”، داعيا إلى تقوية حضور المجالس العلمية في محيطها، لا سيما في الجانب المتصل بـ”صناعة الإنسان” وتنميته.
وأضاف السيد يسف أنه “في عهد أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نشعر شعورا عميقا بأن المملكة، عازمة على الارتقاء”، مشيرا إلى أن جلالة الملك كلف العلماء بالتنمية الداخلية للإنسان، حتى يتسنى لهذا الأخير أن يمضي قدما في مسار إتمام التنمية المادية، وأن العلماء يتوفرون على كافة الشروط الكفيلة بـ”صناعة إنسان جديد جدير بهذا العصر”.
وفي معرض حديثه عن النتائج المسجلة، أكد أن المؤسسات العلمية “حققت الكثير” من النجاحات، مشيدا بعمل بعض المجالس التي اعتبرها “نماذج مشرفة يجب أن يقتدى بها” .
من جهته، أكد رئيس المجلس العلمي المحلي لمدينة بني ملال، سعيد شبار، أن هذه الدورة ستتدارس محورين أساسيين، يتعلق أولهما بخطة ميثاق العلماء، و”التي تنطوي على أهداف تكوينية وتأهيلية – تربوية للسادة القيمين الدينيين، والأئمة بالخصوص”، مشيرا إلى أن تنفيذ هذه الخطة موكول إلى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والمجلس العلمي الأعلى، سواء من حيث إعداد المادة العلمية أو من حيث التدبير والتنظيم الإداري.
وتابع السيد شبار، في تصريح للصحافة، أن المحور الثاني يتعلق بإعداد البرنامج السنوي للمجالس العلمية المحلية ، والذي تدرج فيه كافة الأنشطة التي تزاولها هذه المجالس، موضحا أن هاته الأنشطة تنقسم إلى شقين رئيسيين، أحدهما داخل المساجد ويتعلق بتكوين وتأهيل القيمين الدينيين، والآخر يجري خارج المساجد، ويتعلق بالتفاعل الايجابي مع المحيط الثقافي التربوي والاجتماعي الصحي البيئي وغيرها.
من جانبه، أوضح رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، محمد مشان، في تصريح مماثل، أنه سيتم عقد أربع لجان خلال هذه الدورة الخريفية، “تتمثل الأولى في لجنة الإفتاء، وهي المعنية بتوحيد خطة الإفتاء في المملكة، وتوحيد الرؤية إزاء القضايا والفتاوى المطروحة أمام المجلس العلمي”.
أما لجنة خطة ميثاق العلماء، يضيف السيد مشان، فتسهر على تأهيل القيمين الدينيين، والأئمة بالذات، وتهدف إلى الإرتقاء بهذه الخطة وبالخطاب الديني، في حين تشتغل لجنة البرنامج السنوي وفق خطة سنوية تقدمها كل سنتين قبل مطلع السنة.
وأشار، في الإطار ذاته، إلى أن “أنشطة المجلس تحتاج الى ميزانية، وهنا يأتي دور لجنة النظر في ميزانية 2023، والتي اجتمع العلماء للمصادقة على مخرجاتها حتى يتسنى للمجالس العلمية القيام بمهامها على ما يرام”.
يشار إلى أن أشغال الدورة الثلاثين للمجلس العلمي الأعلى ستتواصل غدا السبت بعقد اجتماعات اللجن وإعداد التقارير.