فيديو: المفوض الأممي لحقوق الإنسان: المغرب نموذج يحتدى به في مكافحة التطرف
“يدرك الجزائريون أكثر من أي وقت مضى أن الأزمات والمشاكل الداخلية تزعزع استقرار بلادهم. ولا محيد عن إيجاد حلول داخلية، لأن الجزائريين ليسوا مخدوعين ولا ساذجين”.
كانت هذه خلاصة تقرير أعده خبراء دوليون خلال استطلاع واسع للرأي أجري بين السكان الجزائريين في عام 2019.
وأجرت هذا الاستطلاع، المنظمة المستقلة Arab Barometer ، وهي شريكة تابعة لجامعة “برينستون” في الولايات المتحدة، تستطلع بانتظام، رأي أكثر من 25000 نسمة في 7 دول عربية هي المغرب والجزائر وتونس وليبيا ولبنان والأردن والعراق، حول مختلف الأحداث الإقليمية أو الدولية الجارية.
في هذا التقرير المخصص للجزائر والمبني على استطلاعات الرأي التي أجريت بين عينات كبيرة في جميع أنحاء البلاد، تم استكشاف حقيقة بدقة مخاوف الجزائريين ومصدرها.
يقول التقرير إن 40 في المائة من الجزائريين يرون أن الوضع الاقتصادي والمالي لبلدهم يمثل التحدي الرئيسي الذي يجب أن تواجهه بلادهم في السنوات المقبلة.
ما يؤكد أن الجزائريين لا يؤمنون بعقيدة التوجس والمؤامرات الخارجية التي تروج لها السلطة الجزائرية في حملاتها الإعلامية التي تنفذ بأقصى سرعة في وسائل الإعلام الثقيلة أو في الخطابات العامة لقادتها الأكثر نفوذا.
ولأسباب وجيهة ، فمنذ عام 2019، أصبح الجزائريون أكثر خوفًا من تدهور الوضع الاقتصادي والمالي لبلدهم وتأثير الفساد على الحياة اليومية أكثر من خوفهم من التهديدات من خارج البلاد التي يسلط عليها النظام الضوء عليها يوميًا لتبرير سياسته القمعية والقتالية.
وتأكد أيضا، أن المصدر الرئيسي للمشاكل التي تغذي مخاوف الشعب الجزائري هو تدهور دخلهم وظروفهم المعيشية. ذلك أن تأثير الفساد على حياتهم اليومية هو الذي يشغل بال الجزائريين، فما لا يقل عن 22 في المائة يرون أن هذه الآفة تمثل أحد التحديات الكبرى التي تهدد استقرار البلاد.
ويخشى 19 في المائة من الجزائريين من تدهور جودة الخدمات العامة ويأملون في تحسين الخدمات الأساسية الأساسية التي تسمح لبلدهم بالعمل بشكل متماسك.
وتمثلت صدمة خلاصات الاستطلاع في أن 2 في المائة فقط من الجزائريين من يخشى خطر انعدام الأمن في حياتهم اليومية، و2 في المائة أيضا، من يخشون تهديدا للأمن القومي.
وواصل الاستطلاع أرقامه الصادمة ليؤكد أن 3 في المائة من الجزائريين بالكاد يخشون التدخل الأجنبي في مشاكل بلادهم. ما يعني، أن القضايا الأمنية لا تثير المخاوف أو الكرب الجماعي في الجزائر. ويدرك الجزائريون أنهم متحدون وموحدون حول مسائل الدفاع عن الأمن القومي والسيادة الوطنية.
من خلاصات الاستطلاع أن دعاية النظام الجزائري المروجة على مدى سنوات، وما تزال، ضد خطر “التهديدات الخارجية” وتهديدات بعض القوى الإقليمية أو العالمية ضد السيادة الوطنية، لم تسفر أبدا عن أدنى تأثير مقنع على الرأي العام الجزائري.
الأمر المحسوم هو أن هذه الدعاية لم تنجح في التلاعب بشرائح المجتمع الجزائري.