وجهت الناشطة السياسية والحقوقية لنى أحمد الجود رسالة إلى سليمان الربسوني، المعتقل في قضية “اغتصاب واحتجاز”، رسالة تذكره فيها بالقول: “ليست بطلا و لن تكون، ولن تشعل شرارة الفتنة في هذا الوطن لا أنت و لا من يساندونك بغية إعادة تمثيل السياق ” البوعزيزي”..”.
في ما يلي النص الكامل لرسالة لبنى الجود:
“إلى من ادعى أنه لا يعرف الشاب العشريني الذي وضع به شكاية لدى النيابة العامة، ليتضح بعد ذلك أنه كان يزوره في بيته معية زوجته التي كانت تعرف الشاب آدم ، قبل أن تتزوج حتى بسليمان الريسوني. إلى من يقول أنه مضرب عن الطعام ، و ينسى أن يقول أنه غير مضرب عن الماء و المقويات.
إلى من ساند بوعشرين ، ضد ضحايا من نساء تم استغلالهن بأبشع الطرق ، و لعل تسريباتهن الموجودة على اليوتوب خير دليل و برهان ، على غياب مصداقيته و حياده.
إلى من يستدل بالبوعزيزي ، و هو تهديد ضمني ، نفهم جيدا قصده و المراد منه.
أكتب وأقول:
لست بطلا و لن تكون و لن تشعل شرارة الفتنة في هذا الوطنلا أنت و لا من يساندونك بغية إعادة تمثيل السياق ” البوعزيزي” ، و غرضك و غرضهم عبر ضرب هذا المثال الذي لا تشابه بين سياقه و سياقك ، هو الضرب في النظام الحاكم ، و هذا ما تترجمه تلك الرغبة الجامحة في التحريض على ثورة لا يمل مساندوك و لا يكلون في البحث عن سبل تحقيقها … و لن يكون لهم ذلك … إذ لا مشكل المغاربة مع ملكهم ، فهو من يهب لحمايتهم في القضايا الكبرى التي تمس بشكل مباشر آلامهم و معاناتهم ، و لطالما كان الحال كذلك .
تشبه نفسك بالبوعزيزي أيها الريسوني ، و تنسى أن البوعزيزي لم يعش قط في رفاهية شقة ، و لم يحتس أكواب المشروبات الروحية الفاخرة ، و لم يكن يملك سيارة أو حسابا بنكيا، و لم يكن يمول من طرف جهات أجنبية تسعى لفرض ديمقراطيتها ، و ديمقراطتها تحكم في اختيار شعب حر أبي و مسار دولة تضرب في القدم لآلاف السنين لها سيادة و استقلالية قرار لا يحيد عن ركب التنمية … فتجتهد.
لست البوعزيزي أيها الريسوني و لن تكون أنت ضحية أنا متفاقم يتم النفخ فيه و استغلاله ، للدفع به نحو الظن أنه فوق القانون .
إن مت أيها الريسوني … فلن تكون بطلا و لن ترقى لأن تكون شهيدا ، ستكون منتحرا فقط لا غير .
جبان رفض أن يحاكم كسائر المواطنين، جبان رفض أن يتم التعامل معه قضائيا كالجميع.
طفل مدلل ينتفض ويثور ضد كل ما لا يحقق له مبتغاه و لا ينصاع لنزواته.
الوطن يا سليمان أكبر منك و حياتك و موتك عند المغاربة سيانماذا فعلت للمغاربة غير كتابة افتتاحيات مؤدى عنها تسترزق من لايكاتها و بارطاجاتها ؟ و هو عملك .
ماذا فعلت من أجل المواطن البسيط ؟ هل ساهمت في حفر آبار ؟هل ترافعت عن مدارس غير مجهزة بالماء و الكهرباء و الصرف الصحي ؟هل قمت بحملات توزيع للأدوات المدرسية ؟هل ترافعت عن ذوي الإحتياجات الخاصة ؟
أم هي فقط رغبة في قلب الموازين و التأثير سياسيا في نظام الدولة و رجالاته؟
إن اخترت الدفاع عن نفسك بالحجج و البراهين بدل تأخير الجلسات و التباكي فهنيئا لك .و إن إخترت التهديد و التوعد و خطابات المظلومية … فقد رأينا ذلك سابقا عند من استغفل شعبا عن آخره …
فلا يخال علينا التمثيل و لا الخطابات الدينية …
كذبت مرة حين صرحت بعدم معرفتك بمن كان صديقا لزوجتك ، يزورك في بيتك …
ومن كذب مرة كذب ألف مرة .
و الثقة تكتسب و لا تعطى بعيدا عن القبلية و التخندق الصبياني
كل المغاربة سواسية !”