أكورا بريس- عادل الكرموسي
على بعد ساعات قليلة، من الانطلاق الفعلي للمؤتمر الاستثنائي، كل المؤشرات السياسية والتنظيمية، باتت تؤكد مغادرة محمد زيان الأمين العام للحزب المغربي الحر، قمرة القيادة، رغم محاولاته البقاء في هذا المنصب، ومواجهة معارضيه من أعضاء الحركة التصحيحية، الذين يسابقون الزمن، من أجل افتتاح مؤتمرهم بعد قليل، بعد بدء توافد المؤتمرين على فندق ضاية الرومي الذي يتواجد على بعد 15 كلم من مدينة الخميسات، حيث سوف تقام أشغال المؤتمر الاستثنائي تحت شعار: “نضال وطني ومعارضة مسؤولة”، والذي يشهد في هذه الأثناء، تعبئة قوية من أجل إنجاح أشغاله، خصوصا بعد أن صادقت السلطات على قانونية اللجنة التحضيرية، للمؤتمر الاستثنائي للحزب المغربي الحر، وهي الضربة الموجعة التي تلقاها زيان، بعد محاولاته المتكررة من أجل إيقاف أشغال المؤتمر، لكن يبدو أن هياكل الحزب مصرة على إزاحته من قيادة الحزب.
وبسبب “خرجات زيان الصحفية وصراعاته الشخصية مع مؤسسات الدولة”، بات حزب “الأسد”، يعيش منذ شهور، على إيقاع انتقادات ضد زيان بسبب طريقة تسييره للحزب، مما دفع أعضاء الحزب وقيادييه، تأسيس حركة تصحيحية، رافضين ما يقوم به زيان، و”الزج بالحزب في صراعاته الشخصية”.
وهي الحركة التصحيحية التي يقودها قياديون بارزون في الحزب ومن الشبيبة، يقودهم المحامي المعروف إسحاق شارية، والدكتور أنور بوجمعة، وموساوي حسان، وآخرون، الذي أعلن امس الثلاثاء ترشحه لمنصب المنسق الوطني للحزب.
وعلاقة بهذا الخلاف، والرغبة في إزاحة زيان من قيادة الحزب، كان المجلس السياسي للحزب قد قرر تجميد مهام زيان بصفته المنسق الوطني والذهاب إلى مؤتمر استثنائي، وهو الأمر الذي رفضه زيان، واصفا إياها بأنه “غير شرعي”، محاولا القيام بالعديد من مناورات، لإفشال خطة إزاحته من الحزب، لكن كل المؤشرات تدل على أن المعركة التنظيمية حسمت ضده، والمؤتمرون ماضون اليوم في إزاحته، رافضين بشدة الزج بحزبهم في صراع مع المؤسسات، ومعلنين بناء حزب قوي يكون مستعدا للاستحقاقات الانتخابية لكي يمارس دوره الحقيقي داخل المجتمع.
إلى ذلك، كان المحامي إسحاق شارية قد كتب تدوينة على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، قال فيها “يشرفني أن أخبركم بأني قد وضعت أمام رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الاستثنائي للحزب المغربي الحرّ، الذي سينعقد بحول الله وقوته يوم 30 / 31 يناير 2021 “تحت شعار نضال وطني ومعارضة مسؤولة”، إخبارًا رسميا بالترشح لمنصب المنسق الوطني للحزب”، منافسا قويا ليوسف خودار الذي ترشح هو الآخر لذات المنصب.
وكان شارية عقد لقاءات وصفت بـ”الماراطونية” مع تنسيقيات مجموعة من المدن بينها فاس والعيون ومراكش، وهو الأمر الذي “أقنع شارية بالترشح والتنافس على منصب الأمين العام خلال المؤتمر الوطني المقبل”.
وكان رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الاستثنائي لحزب “الأسد”، والمزمع عقده يومي 30 و31 يناير المقبل، قد أعلن عن فتح باب الترشيحات لمنصب المنسق الوطني ابتداء من 22 يناير إلى غاية 27 منه.
يشار إلى أن المجلس السياسي للحزب المغربي الحر، قرر في اجتماع أواخر دجنبر الماضي، تنظيم مؤتمر وطني استثنائي لإزاحة زيان، وتعيين لجنة تحضيرية يقودها الموساوي.