نيويورك – أكد نائب رئيس جامعة (نيو انغلند) الأمريكية المكلف بالشؤون الدولية، الأستاذ الجامعي الأمريكي من أصل مغربي، أنور مجيد، أن التصعيد الذي افتعلته “البوليساريو” في المنطقة العازلة للكركرات، يشكل دليلا آخر على أن أعمال العصابات وقطع الطرق التي تقوم بها هذه المجموعة الانفصالية المسلحة، تمثل “خطرا حقيقيا” على بلدان المنطقة والقارة الإفريقية برمتها.
وقال السيد مجيد، وهو أيضا مدير مركب “طنجة” الجامعي التابع لجامعة (نيو انغلند)، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن “الحركة الانفصالية تعرقل حرية التدفقات التجارية وحركة المرور بين بلدين ذوي سيادة، المغرب وموريتانيا، مما يقوض جهود إرساء السلام التي يبذلها، بحسن نية، كل من المغرب والأمم المتحدة”.
ويرى كاتب العديد من المؤلفات في السياسة والتاريخ، أن الأزمة التي أثارتها “البوليساريو” تُظهر أن “الكيانات التي نصبت نفسها بنفسها وغير الموجودة قانونيا ، ليس لها مكان في النظام العالمي الحالي، خاصة وأن العالم يواجه اليوم عددا من التحديات الرئيسية، أبرزها وباء (كوفيد- 19) والتهديد المستمر للإرهاب في منطقة الساحل.
وبخصوص تسوية قضية الصحراء، أشار الخبير المغربي- الأمريكي إلى أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس عزز، منذ عدة سنوات، الحكم الذاتي في الصحراء في إطار الجهوية المتقدمة بالمملكة، مسجلا أن الحكم الذاتي هو “السبيل الوحيد الذي يتيح لسكان الصحراء إدارة شؤونهم المحلية والانخراط بحرية داخل مجتمعهم”.
وقال “إن الحديث الآن عن استفتاء في الصحراء، خاصة على ضوء اعتراف المجتمع الدولي بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، ينم عن تفكير عقيم وخطير. وهذا النوع من المطالب يطيل ببساطة التوترات التي لن تفضي إلى أية نتيجة”.
ويرى السيد مجيد أن منطقة الصحراء وسكانها أمامهم الفرصة لتحقيق مكاسب عدة من خلال اقتصاد ديناميكي وبوابة ولوج إلى باقي بلدان إفريقيا، مؤكدا أن “كل من يهتم حقا بالصحراء وسكانها يجب أن ينخرط في المبادرة الملكية، لأنه تم بالفعل تضييع الكثير من الوقت”.
وفي ما يتعلق بفتح عدة بلدان إفريقية وعربية لقنصليات في مدينتي العيون والداخلة، سجل أنور مجيد أن هذه الدول “لا تتخذ موقفا دبلوماسيا قويا فحسب، بل إنها تتصرف بحكمة” على اعتبار أن الصحراء المغربية تقع بمنطقة غير مستقرة، حيث حققت عناصر تابعة ل”القاعدة” و”داعش” وغيرها من المنظمات الإرهابية عدة اختراقات.
وأبرز أن “الأمر سيتطلب الكثير من تضافر الجهود والتعاون بين بلدان المنطقة والمغرب، وكذلك فرنسا والولايات المتحدة، لإبقاء قوى الشر هاته بعيدة وحماية الطرق التجارية التي تعتبر مهمة للغاية بالنسبة لسكان المنطقة”.
وبخصوص دور الجزائر في استمرار هذا النزاع الإقليمي، اعتبر السيد مجيد أن هذا البلد الجار “يمكنه أن يضطلع بسهولة بدور رئيسي في تسوية” هذا النزاع “من خلال التوقف عن توفير الملاذ للانفصاليين، والكف عن دعمهم والمساعدة على التفاوض بشأن اندماجهم داخل الوطن الأم، المغرب”.
وخلص إلى أن “حل هذا النزاع يصب في مصلحة البلدين على المدى الطويل. ففي ظل الوضع الحالي، يعيق النزاع بروز شراكة قوية من شأنها أن تعزز مستقبلهما المشترك”.
(و م ع)