نيويورك – احتضن مركز “لينكولن” المرموق في نيويورك، مساء أمس الخميس، العرض ما قبل الأول للفيلم الوثائقي “المغرب: ملك، رؤية، طموح”، الذي يحتفي بـ 20 سنة من حكم صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وذلك خلال حفل استقبال باهر أقامته سفيرة المملكة لدى الولايات المتحدة، للا جمالة العلوي، والسفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال.
ويستعرض هذا الفيلم الوثائقي الإصلاحات الشاملة والمشاريع التنموية الكبرى التي همت جميع شرائح المجتمع على مدى عقدين من حكم جلالة الملك. كما يرصد التحولات الكبرى والإنجازات التي تحققت في المملكة تحت القيادة النيرة لجلالة الملك، ويقدم العديد من الشهادات حول الأثر الإيجابي لهذه الإنجازات على جميع المغاربة.
وتميز عرض هذا الفيلم الوثائقي بحضور لافت للعديد من الشخصيات الدبلوماسية والسياسية ووجوه من عالم الفن والثقافة والأعمال والإعلام، وكذا ممثلين عن الجالية المغربية المقيمة في الولايات المتحدة.
وحضر هذا الحدث نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد، والعديد من السفراء لدى الأمم المتحدة، والسفراء الأمريكيين السابقين بالمغرب (مارك جينسبرغ، وصامويل كابلان، ودوايت بوش) .
وأبرزت للا جمالة العلوي، في كلمة بالمناسبة، أن العرض ما قبل الأول لهذا الفيلم الوثائقي يكتسي دلالة خاصة، لأنه “يمثل بالنسبة لنا، نحن المغاربة وأصدقاء المغرب، فرصة للاحتفال، في هذه المدينة النابضة بالحياة التي تجسد الحلم الأمريكي، بقصة نجاحنا وحلمنا المغربي”.
وقالت سفيرة جلالة الملك “إنه حلم أمة عريقة ظلت متشبثة بجذورها، وبهويتها التعددية، واستطاعت التعامل مع رياح التغيير والانخراط الكامل في درب التقدم والحداثة”.
وأشارت إلى أن “طريق التطور هذا الذي انخرطنا فيه اليوم مكن، لحسن الحظ، من تفادي براثن العنف وعدم الاستقرار والخلاف”، مشددة على أن ذلك ما كان ليتحقق، كما يصفه الفيلم الوثائقي جيدا، من دون “ملك، ورؤية، وطموح”.
وأضافت أن جلالة الملك يوصف بأنه “ملك الشعب”، لأن رؤيته وطموحه “متجذران في مهمة حياة جلالته التي تتمثل في تمكين شعبه من مستقبل أفضل”.
وقالت السفيرة إن “جلالة الملك محمد السادس، وسيرا على نبراس أسلافه الميامين، نهج قوة التغيير السلمي كمحرك رئيسي”، مشيرة إلى أن جلالته، وبعد فترة وجيزة من تربعه على العرش، قام بـ”خطوات جريئة للانخراط في مسلسل واسع للإصلاح يهم جميع شرائح المجتمع، من الحكامة الديمقراطية إلى الإصلاح الاقتصادي والعدالة الاجتماعية”.
وخلصت سفيرة جلالة الملك إلى أن “أولوية مطلقة توجد في صلب هذا المسلسل الكبير من الإصلاح، الذي لا يزال متواصلا: التنمية البشرية. إنها قناعة راسخة لدى عاهلنا بأن أكبر رصيد للمغرب كان وسيظل دائما هو شعبه”.
من جهته، أكد السيد عمر هلال أن القيم والأهداف التي حث عليها جلالة الملك ودافع عنها هي نفس القيم والأهداف التي تبرر وجود منظمة الأمم المتحدة، وهي تعزيز السلام والتنمية وحقوق الإنسان.
وقال إن “جلالة الملك مدافع كبير عن الأمم المتحدة وكل عمله يسير في اتجاه بناء تعددية أطراف قوية ونشطة”.
وأضاف السفير أن جلالة الملك مدافع كبير أيضا عن الاحترام والحوار بين الثقافات والأديان والحضارات، مشددا على أن جلالة الملك، أمير المؤمنين، وفي عالم يواجه تنامي التعصب والتطرف العنيف للأسف، يجسد قيم السلام والحوار بين الأديان.
وأضاف السيد هلال أن زيارة قداسة البابا فرانسيس للمغرب في مارس الماضي تعد أفضل مثال لدور الزعيم الروحي الذي ما فتئ جلالة الملك يضطلع به.
وأكد السفير أيضا أنه بفضل الرؤية الحكيمة لجلالة الملك، فرض المغرب نفسه كفاعل رئيسي في العديد من القضايا العالمية مثل الهجرة والعمل المناخي، مذكرا بأن المملكة استضافت في دجنبر الماضي أشغال المؤتمر الدولي الذي اعتمد ميثاق مراكش بشأن الهجرة، وكذا قمة المناخ “كوب 22” سنة 2016.