فيديو: المفوض الأممي لحقوق الإنسان: المغرب نموذج يحتدى به في مكافحة التطرف
بقلم: أحمد الشرعي
في الوقت الذي تعيش فيه الجزائر ثورة حقيقية، يمارس فيها الشعب بالملايين حقه أسبوعيا في التعبير عن رغبته في تغيير النظام، وتطلعه إلى الديمقراطية، لم تمنع هذه الفورة الجزائريين من متابعة منتخبهم في نهائيات كأس أمم افريقيا، وتفاعلهم معه وامتنناهم لما يبذله الفريق الوطني من إنجازات.
ثعالب الصحراء، وهذا هو لقب المنتخب الجزائري، أصبحوا أبرز المرشحين للتتويج باللقب القاري، و خارج الملعب سلوكهم مثالي أيضا. مدربهم، لاعب المنتخب الجزائري السابق، نجح في تلقينهم مبادئ الروح القتالية والالتزام الضروريين في هذا المحفل الرياضي. الفريق أثار إعجاب عشاق اللعبة، والجزائريون على الرغم من انشغالهم بسياق الوضع السياسي الراهن في البلاد، يستمتعون بهذه اللحظة، ويمنوا النفس بأن تصبح عنوانا لمرحلة جديدة تسود فيها الجزائر المنتصرة.
في مدغشقر، تجتاح حمى جميلة البلاد هذه الأيام. الفريق الملغاشي أصبح مفاجأة الدورة، وكل انتصار يحققه أصبح مدعاة لاحتفالات عارمة في الجزيرة. في هذا البلد الذي لم يكن يوما قوة كروية في القارة السمراء، توضع التلفزيونات العملاقة في القرى لاتاحة الفرصة أمام المواطنين لمتابعة الكان. مدغشقر تعيش على وقع إنجازات فريقها الوطني.
في الحالتين معا تظهر جدوى العمل القاعدي في التكوين، والأجهزة الفنية ذات الكفاءة، والتأويل العقلاني للعلاقة بين كرة القدم والشعور الوطني دون سقوط في التعصب.
من البديهي أن الإنجازات الرياضية تؤثر مباشرةفي حياة الأمم. في البرازيل، أبكت الهزيمة المرة أمام ألمانيا بسباعية في نصف نهائي كأس العام 2014 الجدات أيضا. حينها حمل النظام السياسي مسؤولية ما وقع.
الإخفاقاتالكروية تتحول إلى مآسي وطنية، فيما ترسخ الانتصارات قيم العيش المشترك. لنتذكر فوز فرنسا بكأس العام 1998، حين برز شعار «أبيض. أسود. مغاربي» كمعطى وطني عام. للكثيرين، لم تنجح الطبقة السياسية في استغلال هذا المكسب لتصنع منه مشروعا مجتمعيا. معهد الإحصاء الفرنسي كشف بأن نمو فرنسا اكتسب نقطة كاملة في تلك الصائفة، لأن فرح الناس بالانتصار دفعهم للاستهلاك أكثر.
القاعدة الرياضية تصر على أن هناك دائما فائز ومهزوم. وحزن أحدهم يوازي فرحة الآخر. ولأن هذا الشعور يهم شعوبا بأكملها وليس فقط اللاعبين على الميدان، يتحول الأمر لظاهرة سياسية. هذا ما لا يسع أي مؤسسة رياضية أن تنفيه، ولا اللاعبون الذي يفتخرون بحمل الألوان الوطنية.
تحديدا، هذا ما نجح المدرب الجزائري في إيصاله لنجوم الفريق، بمن فيهم من ذوي الشهرة الواسعة.
(عن موقع: أحداث.انفو)