قائمة أسماء الشخصيات التي اختارها ترامب لتتولّى مناصب في إدارته
قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، إن مواقف المغرب من الأزمات في المنطقة العربية، يحكمها منطق الاستقلالية والقناعة، والعمل على توحيد الصفوف وليس الاصطفاف مع أي طرف ضد الآخر.
وفي هذا الصدد، أوضح بوريطة في حديث خص به برنامج “بلا حدود” بثته قناة (الجزيرة) القطرية مساء الأربعاء، أن موقف المملكة الحيادي من الأزمة الخليجية ” لا يعني عدم المبالاة “، كما أنها لا تسلك طريق الاصطفاف مع أي طرف ضد طرف آخر، بل تسعى إلى المساعدة في حل الأزمة، وتؤمن بمسؤوليتها في العمل على رأب الصدع وتقريب وجهات النظر، والاستماع إلى الجميع والمساعدة على تجاوز هذا الوضع.
وسجل بوريطة أن موقف المغرب من هذه الأزمة ينبني على منطلقات واضحة، أساسها من جهة “العلاقة الشخصية القوية التي تربط صاحب الجلالة الملك محمد السادس بكافة قادة الخليج”، ومن جهة أخرى العلاقة الاستراتيجية القوية للمملكة المغربية مع بلدان المنطقة ككل، ومن جهة ثالثة قناعة جلالة الملك بأن العالم العربي محتاج إلى بيت خليجي متكامل، باعتبار أن هذا البيت كان بمثابة نقطة الضوء الوحيدة في ظلام العالم العربي.
وحرص الوزير على التأكيد على أن علاقات المغرب مع دول المنطقة ليست علاقات دبلوماسية فقط، كما أنها ليست علاقات مرتبطة بمراحل معينة، وإنما هي علاقات استراتيجية تستند إلى آليات وأدوات للعمل، وهو ما يخول للمملكة المغربية أن تقوم بدور أساسي إيجابي وبناء في التقريب بين وجهات نظر الأطراف.
ومن جهة أخرى، شدد بوريطة على أن علاقة المغرب مع المملكة العربية السعودية قوية، وضمانتها العلاقة المتينة التي تربط بين الأسرتين الملكيتين، وبين جلالة الملك وخادم الحرمين الشريفين.
وعن الموقف من الأزمة اليمينة والمشاركة في التحالف العربي، ذكر بوريطة بأن المغرب شارك في أنشطة التحالف، غير أن التطورات التي حصلت على مستوى الوضع والجوانب الإنسانية والسياسية، دفعته لتقييم هذه التطورات وعمد على إثر ذلك إلى “تطوير أو تغيير شكل ومضمون مشاركته”.
وأكد أن من ثوابت الموقف المغربي دعم الشرعية في اليمن ودعم الخطة الخليجية في هذ الشأن، وفي نفس الوقت الوقوف إلى جانب الدول الخليجية درءا لكل ما قد يتهدد أمنها وسيادتها.
وعبر عن القلق الكبير إزاء الجوانب الإنسانية التي قال إنها من ضمن ما يحز في النفس أن يكون اليمن في معاناة إنسانية هي الأسوأ في العالم، بحسب تقييم الأمم المتحدة، معربا عن الأمل في أن يأخذ مسار ستوكهولم الفرصة وأن يحظى الملف الإنساني باهتمام أكبر، وان تُحفظ لليمن وحدته الترابية.
وبخصوص القضية الفلسطينية، أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي أن موقف المغرب ثابت وحاضر في كل التحركات الدبلوماسية لجلالة الملك وللدبلوماسية المغربية، مشددا على أن الدفاع عن القضية الفلسطينية لا يتم فقط بالبيانات والاجتماعات ولكن بالعمل الميداني.
واستحضر، في هذا الصدد، ما تقوم به وكالة بيت مال القدس من عمل يومي سواء من حيث بناء المدارس للمقدسيين أو توفير العيش الكريم يوميا ل2500 أسرة مقدسية، أو كفالة 150 يتيما مقدسيا أو في التكفل بتغطية مصارف عطلة استجمام في المغرب لفائدة 50 طفلا مقدسيا، او في العمل على ترميم بيت المغرب الواقع على بعد أمتار من المسجد الأقصى المبارك ليكون مفتوحا أمام المقدسيين، لافتا الى أنها جميعها نتاج عمل ميداني يومي تقوم به الوكالة بتمويل مغربي صرف.
وفي الشأن السوري أكد ناصر بوريطة أن المغرب لم يقطع علاقاته الدبلوماسية مع دمشق، وهو بهذا المعنى “ليس ضمن منطق إعادة العلاقات مع هذا البلد أو إعادة فتح السفارة”، مسجلا أن هناك تغيرات طرأت على أرض الواقع في ما يخص الوضع السوري ينبغي أخذها بعين الاعتبار، بقدر الحاجة والضرورة الماسة إلى وجود دور وتنسيق عربيين قبل اتخاذ أي قرار، مع ربطه بالأفق والكيفية التي سيساعد فيها على حلحلة الوضع القائم.
وفي تطرقه للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية، في دورتها الرابعة التي استضافتها بيروت مؤخرا، حرص وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي على التنويه بالمجهودات الكبيرة التي بذلت على مستوى التحضير الجيد وتهيئة الظروف من قبل لبنان البلد المضيف والجامعة العربية، لكنه اعتبر أن السؤال الأساسي يبقى حول انتظارات العرب وما يريدونه من هذه القمة، وحول إذا ما كانت الجوانب الاجتماعية والاقتصادية تمثل اليوم أساسا لما هو منتظر من النظام العربي، أم أنها من قبيل المشاكل او القضايا الهامشية.
واستحضر، في هذا الصدد، تأكيد جلالة الملك في قمة الكويت الاقتصادية على هذه الجوانب باعتبارها أساسية في حال كانت الرغبة أكيدة لبناء نظام عربي قوي يقوم على أسس اقتصادية تجعل من الإنسان العربي محورا لكل تنمية، مستنتجا أن المشكل ليس مشكل مناخ أو تهيئة، بل هو مشكل رؤية حول المنتظر من النظام العربي وحجم وقيمة القضايا الاقتصادية والاجتماعية ضمنه.
وفي تطرقه للعلاقات المغربية الإفريقية، لفت بوريطة إلى أنها تندرج في إطار رؤية جلالة الملك المشجعة على “تنويع الشركات وتقوية ما لدينا والانفتاح على فضاءات أخرى”، مذكرا بأن إفريقيا شكلت منذ تولي جلالته العرش أولوية بالنسبة للمغرب.
وذكر بأن “هذا النموذج المغربي مع إفريقيا هو نتاج مسار طويل في تطوير العلاقات”، وهي لا تنبني على عملية اصطفاء “هذا بدل الآخر”، وإنما تمثل أفق المغرب وتطلعاته إلى ربط الشراكات مع الجميع فهو “يريد في نفس الوقت مغربا عربيا واتحادا إفريقيا ومنطقة اقتصادية عربية وعلاقات قوية مع الاتحاد الأوروبي وشراكة مع روسيا ومع الصين”.
وعن العلاقات المغربية الإيرانية، لفت بوريطة إلى أنها تعرف منذ مدة طويلة حالة من “التذبذب”، وأنه لا يكاد يستقيم الحال بناء على توافقات وتفاهمات حول كيفية تقوية العلاقات بين الجانبين وكيفية الحفاظ على الاحترام المتبادل، حتى يظهر بعد فترة “ما يمس بتلك التفاهمات ويمس بمصالح المغرب”.
وأوضح أنه بعد أزمة 2009 التي اتخذ فيها المغرب موقفا مساندا لمملكة البحرين، وذلك في إطار علاقته الخاصة بدول الخليج، التي تجعله يرى في المساس بأمنها أو سيادتها مساسا بأمن المغرب، عادت العلاقة بين الجانبين، ليرى بعدها ” للأسف أمورا تمس بمصلحة المملكة وقضاياها الحساسة.
وجدد التأكيد في هذا الصدد، بأن قطع العلاقات مع طهران لم يكن بضغوط من أي جهة وأن المسألة ثنائية لها علاقة بأمور تمس أمن المغرب وقضيته الوطنية الأولى، وتندرج في سياق استقلالية المواقف السياسية والدبلوماسية المغربية.
وحرص بوريطة على التنويه بإيجابية الموقف الرسمي اللبناني، الذي عبر عنه وزير الخارجية اللبناني لدى زيارة له لمراكش وأكد من خلاله أن لبنان مع وحدة المغرب وسيادته على صحرائه.