وهتف الحشد الغاضب “لسنا خائفين! حرروا الأماكن العامة!”. وهتف المتظاهرون ايضا “القوانين للرجال، والاغتصاب للنساء!”.
وقالت الكاتبة والمخرجة فاطيم العياشي التي كانت بين المتظاهرين “لا أحد يستطيع أن يبقى غير مبال (…) هذا يتعلق بنا جميعا”.
وأضافت “صودف أنه تم تصوير هذه المأساة وسمعنا عنها. لا أجرؤ حتى أن أتخيل عدد المآسي المماثلة التي تحدث كل يوم في الحافلات أو في غيرها من الأماكن العامة. يجب أن يتوقف ذلك”.
وقالت “أوم” المغنية المغربية، “أشعر بالقلق لأنه كان يمكن أن أكون أنا تلك الفتاة”. وأضافت “أنا هنا لأقول إننا يجب أن نعلم أولادنا بشكل أفضل”.
واعتبر صلاح الوديع الشاعر ورئيس حركة الضمير الذي كان موجودا في الاعتصام أن “هناك خطرا كبيرا اليوم هو الاستخفاف بهذه الجرائم وبالتحرش بالنساء في الأماكن العامة”.
وأضاف “نحن بحاجة لأن تأخذ السلطات الرسمية الأمر على محمل الجد على الصعيد الأمني وعلى صعيد دور المدرسة أيضا”.
وقال مصطفى الرميد وزير الدولة لشؤون حقوق الإنسان إن القانون المغربي “يدين التحرش بالنساء في العمل، ولكن ليس في الأماكن العامة”، مؤكدا أن هناك مشروع قانون “كامل” لا يزال قيد المناقشة ويتطرق للمرة الأولى إلى التحرش في الأماكن العامة.
وفي الرباط، شارك حوالي مئتا شخص في تجمع مماثل.
وظهرت في شريط فيديو تناولته مواقع التواصل الاجتماعي الاثنين، مجموعة من المراهقين وقد بدا النصف الأعلى من أجسادهم عاريا وهم يتحرشون جنسيا وبشكل عنيف بشابة ويضحكون.
وبعد أن باتت نصف عارية تبدو الشابة وهي تبكي يائسة، بينما أكملت الحافلة طريقها من دون أن يتدخل أي راكب لوقف المعتدين.
ومنذ نشر صور هذا الاعتداء دق العديد من الفاعلين ووسائل الإعلام، ناقوس الخطر حول التحرش بالنساء في الشارع، وذلك على خلفية “أزمة قيَم” في مجتمع يعيش صراعا بين الحداثة والمحافظة.
وإثر عملية التحرش الأخيرة عنونت الصحافة المغربية “رعب في الدار البيضاء” و”وحوش يرتكبون جريمة بشعة”.
والمغرب بلد للإسلام المتسامح لا يتم فيه إرغام النساء على ارتداء الحجاب. لكن النساء يتعرضن في أحيان كثيرة لشتائم واعتداءات جنسية في الأماكن العامة.
وتفيد الأرقام الرسمية بأن نحو مغربيتين من أصل ثلاث يتعرضن للعنف. والأماكن العامة هي المكان الذي يتعرضن فيه أكثر لاعتداءات ذات طابع جنسي.