يعتبر الدولي الألماني السابق توماس هيسلر من بين أبرز اللاعبين الذين مروا في تاريخ الكرة الألمانية وكان له دور كبير في تتويج المانشافت بكأس العام 1990 وكأس أمم أوروبا 1996.
وعاد هذا اللاعب السابق للأضواء مجددا لكن ليس من بوابة كرة القدم وإنما من خلال مشاركته في برنامج للتحدي يجري في مخيم بإحدى الغابات في أستراليا، حيث يضطر المشاركون إلى أكل حشرات أو الغطس داخل مياه مليئة بالفضلات من أجل إثبات قدرتهم على التحمل والتحدي.
ويتم بث الحلقات مباشرة على إحدى القنوات الألمانية الخاصة. ويحصل الفائز في المسابقة والذي يطلق عليه “ملك الغابة”، على حوالي 100 ألف يورو. لكن ما الذي يدفع لاعب دولي سابق من حجم توماس هيسلر للمشاركة في مثل هذه البرامج؟ الجواب ببساطة الحاجة إلى المال.
من النجومية إلى البطالة شأنه في ذلك شأن الكثير من اللاعبين السابقين لم يخطط هيسلر البالغ حاليا 50 عاما لما بعد انتهاء مسيرته الكروية، فهو لم يكمل دراسته وقطع تكوينه المهني في مجال تصميم المباني، كما أنه أنفق الثروة التي حصل عليها من كرة القدم بشكل كلي، ليجد هذا اللاعب المتوج بكأس العالم مع ألمانيا، نفسه بدون عائد مالي ثابت يضمن له العيش الكريم.
نفس الشيء ينطبق على اللاعب البرازيلي أليتون الذي سبق له أن اختير كأفضل لاعب في الدوري الألماني. ونال لقب الهداف أيضا في 2004 بعد تسجيله 28 هدفا.لكن نهايته كانت حزينة حيث عانى من البطالة وكثرة الديون واضطر أيضا للمشاركة في مسابقات تلفزيونية للتحدي من أجل كسب بعض المال.
غياب خطط بديلة ويدق مدير النقابة الدولية للاعبي كرة القدم المحترفين (فيفبرو)، أولف بارانوفسكي ناقوس الخطر بخصوص مستقبل كثير من اللاعبين بعد إنهاء مسيرتهم الكروية، ويقول بهذا الخصوص في حوار مع إذاعة NDR الألمانية “نسبة اللاعبين الذين لديهم تأهيل مهني تراجع من 40 إلى 15 في المائة.
وهذه مشكلة كبيرة خاصة بالنسبة للاعبين الذين لا يكسبون أموالا كبيرة تسمح لهم بتأمين مستقبلهم بعد اعتزال كرة القدم”. وتسجل دراسة أنجزتها فيفبرو انتشار أعراض مثل الاكتئاب والخوف والإدمان في أوساط عدد غير قليل من المحترفين السابقين في كرة القدم.
ولتجاوز هذا الوضع يقترح بارانوفسكي “لابد من الوعي منذ الوهلة الأولى بهذه المشكلة ووضع خطة بديلة لأن التوقف عن لعب الكرة قد يأتي في أي لحظة. فالتعرض لإصابة مثلا قد يعني نهاية المشوار الكروي”.