وتعد رياضة الجيدو من بين الرياضات التي دأبت على المشاركة في المحفل الأولمبي، لكنها وعلى غرار العديد من الرياضات الأخرى كالمصارعة وحمل الأثقال والسباحة، والتيكواندو كانت غالبا ما تخرج خاوية الوفاض منذ الأدوار الأولى.
وأكد رئيس الجامعة الملكية المغربية للجيدو شفيق الكتاني، أن العناصر الثلاثة التي تمكنت من حجز مقعدها في الأولمبياد تحذوها الرغبة في تشريف بلادها وتحقيق حلم الصعود إلى منصة التتويج وبالتالي منح المغرب أول ميدالية أولمبية في تاريخ رياضة الجيدو الوطنية.
وأضاف في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن حجز اللاعبين المغاربة لتأشيرة المشاركة في أولمبياد ريو كان ثمرة عمل طويل المدى اعتمدته الإدارة التقنية الوطنية منذ عدة سنوات ويرتكز أساسا على المشاركة المكثفة في المنافسات الدولية، التي تدخل ضمن برنامج الإتحاد الدولي للجيدو، والذي يمكن من تحسين الترتيب على المستوى العالمي.
وأشار في هذا الصدد، إلى أن 22 أفضل لاعب في فئة الذكور و12 في فئة الإناث في التصنيف العالمي يتأهلون إلى الألعاب الأولمبية مع السماح للاعب واحد من كل بلد المشاركة حسب كل وزن.
من جهة أخرى، ذكر السيد الكتاني بأن العناصر التي ضمنت تأهلها خضعت إلى جانب العديد من الأبطال الآخرين إلى معسكرات وتربصات تدريبية، لاختيار الفريق الذي سيمثل المغرب في مرحلة أولى، مشيرا إلى أن المرحلة الإعدادية تضمنت عدة تربصات داخل وخارج المملكة إضافة إلى المشاركة في دوريات دولية.
واستفادت العناصر الوطنية من 22 معسكرا تدريبيا ودوريات عالمية قارية سمحت للثلاثي المغربي المتكون من عماد باسو وأسماء نيانغ وغزلان الزواق من تحقيق التأهل للأولمبياد البرازيلي عبر التصنيف العالمي في كل وزن وكذلك من خلال الحصة المخصصة للقارة الإفريقية .
وأشرف على التربصات الداخلية والخارجية المدير التقني الجديد الفرنسي كريستيان شومون الذي تعاقدت معه الجامعة لأربع سنوات ( 2016-2020) من أجل الإشراف على المنتخبات الوطنية لما يتوفر عليه من خبرة وتجربة كبيرة حيث سبق أن أشرف على تدريب البطل الكبير تيدي ريتي أمل فرنسا الأول في الحصول على الذهب في رياضة الجيدو .
ومن جهة أخرى، أشاد السيد الكتاني بالمجهودات التي قامت بها وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية الوطنية المغربية اللتان حرصتا على تهيىء كل الظروف للعناصر الوطنية من أجل الاستعداد لهذه التظاهرة الرياضية الكونية ووفرت لها جميع الإمكانيات والبنيات التحتية الرياضية الملائمة.
كما عبر عن أمله في أن يتمكن الممارسون المغاربة الثلاثة من الصعود إلى منصة التتويج ولأول مرة في تاريخ مشاركة رياضة الجيدو المغربي في الألعاب الأولمبية، خاصة وأنهم يتمتعون بمعنويات عالية وارتياح نفسي كبير واستعدوا بما فيه الكفاية.
بيد أن الإطار الوطني لم يخف قوة خصوم الجيدو المغربي في دورة البرازيل خاصة من بلدان رائدة كاليابان و كوريا الجنوبية والبرازيل وروسيا إضافة إلى أوربا وآسيا الوسطى بالنسبة للذكور والصين إناثا.
ومن أجل التتويج باللقب الأولمبي، يراهن الجيدو المغربي على حنكة وطموح أبطاله الثلاثة ، في انتظار ما ستسفر عنه القرعة، التي سيكون لها أيضا تأثيرها في تحديد حظوظ المشاركة المغربية.