قبلت السيدة الأولى والسيناتورة ووزيرة الخارجية السابقة، هيلاري كلينتون، مساء الخميس 28 يوليوز، رسميا ترشيح الحزب الديموقراطي للانتخابات الرئاسية لسنة 2016، معلنة أمام حشد من الأنصار أن “أمريكا توجد مرة أخرى في مرحلة حاسمة من تاريخها” وأن “الأوان حان لنتخذ القرار إن كنا نريد أن نعمل معا حتى نتمكن من النهوض جميعا”.
وقالت كلينتون، التي تم تقديمها خلال هذا المؤتمر من طرف ابنتها تشيلسي كلينتون، إنني “أتعهد بأن أكون رئيسة للديموقراطيين والجمهوريين والمستقلين”، محذرة من أن “أمريكا توجد مرة أخرى في لحظة حاسمة”. في هذا السياق، حذرت من “القوى التي تسعى إلى التفرقة بيننا وزعزعة أواصر الثقة والاحترام التي تجمعنا”، مشيرة إلى أن “الامريكيين، مهما كانت أصولهم او توجهاتهم، مدعوون للعمل معا، في احترام ووئام، بهدف النهوض بالولايات المتحدة”.
وتابعت أننا “لن ننساق وراء الأوهام فيما يتعلق بالتحديات التي تواجه بلدنا، لكننا لن نخشى شيئا”، لافتة إلى أننا “سنرفع التحديات كما كنا نفعل ذلك دائما في الماضي”. وأمام حشد من الأنصار المتحمسين الذين لم يتوقفوا عن الهتاف باسمها، أشارت وزيرة الخارجية السابقة إلى أنها تعتزم، كرئيسة للولايات المتحدة، “تعزيز قدرة الأمريكيين حتى يتمكنوا من العيش في حياة أفضل”، مشددة على أن “مهمتي الأولى مباشرة بعد انتخابي ستكون إحداث مزيد من فرص الشغل بأجور أفضل هنا في الولايات المتحدة”.
وانتقدت بشكل مباشر منافسها الجمهوري، دونالد ترامب، الذي “لا يمكن له بأي شكل من الأشكال التحكم في شفرات الأسلحة النووية”، مؤكدة على أن الاختيار المطروح أمام الأمريكيين “لا يمكن أن يكون أكثر وضوحا حينما يعلق الأمر بالأمن القومي”. في السياق ذاته أشارت إلى أن أي أحد يتابع المستجدات سيدرك حجم التهديدات والاضطرابات التي نواجهها من بغداد إلى كابول ونيس وباريس، مرورا ببروكسيل وسان بيرناردينو وأورلاندو.
وشددت على “أننا نواجه أعداء لدودين يتعين علينا هزمهم” مضيفة أنه في مثل هذه الظروف ” فمن الطبيعي أن يكون الأشخاص قلقين وفي الوقت ذاته يبحثون عن الأمان وقيادة مستقرة وعازمة”. وخلصت كلينتون إلى أن كل جيل من الأمريكيين “يظهر قوته لجعل بلادنا أكثر حرية وعدلا وقوة”.
بقبولها رسميا ترشيح حزبها، تكون هيلاري كلينتون قد خطت خطوة غير مسبوقة في تاريخ الولايات المتحدة، بتنصيبها رسميا كأول امرأة تدافع عن ألوان أحد الحزبين السياسيين الرئيسيين، ممثلا في الحزب الديمقراطي خلال الانتخابات الرئاسية لسنة 2016، وذلك بعد 230 عاما على تأسيس نظام الحكم الأمريكي في المدينة ذاتها، فيلادلفيا.
وقد استغرق الأمر إجراء ما لا يقل عن 58 جولة انتخابية رئاسية لرؤية أول امرأة أمريكية تنصب رسميا من قبل أحد الحزبين الرئيسيين في الاستحقاقات الرئاسية في الولايات المتحدة. بالنسبة لكلينتون، فإن الأمر يتعلق بموعد مع التاريخ يحمل في طياته دلالة كبيرة، فوالدتها دوروثي هويل رودهام، ولدت يوم رابع يونيو 1919، وهو اليوم ذاته الذي قام فيه الكونغرس بالمصادقة على التعديل ال 19 الذي أعطى للنساء حق التصويت.