أشاد خبراء مغاربة وأجانب، خلال لقاء حول “الانتقال الطاقي في المنطقة المتوسطية”، اليوم الثلاثاء بطنجة، بجهود المغرب في مجال الانتقال الطاقي.
وأوضح الخبراء خلال هذا اللقاء، المنظم في إطار الدورة الثانية لمؤتمر الأطراف لدول المتوسط حول المناخ “ميد كوب المناخ”، أنه بفضل مشاريع الطاقات المتجددة التي أطلقها المغرب أضحت المملكة نموذجا يحتذى في المنطقة في الانتقال الطاقي.
وأكد عبيد عمران، عضو مجلس إدارة الوكالة المغربية للطاقة الشمسية (مازن)، خلال هذا اللقاء، أن المغرب أرسى سياسات إرادية جريئة ومنسجمة مكنته من أخذ السبق في مجال الانتقال الطاقي في المنطقة المتوسطية.
وأبرز عمران أنه تمت ترجمة هذه السياسة الإرادية من خلال استراتيجية طاقية تهدف إلى إنجاز خليط طاقي فعال يسخر تكنولوجيا مبتكرة وتنافسية.
وأكد رئيس مرصد البحر الأبيض المتوسط للطاقة، برونو ليكور، أن الالتزامات الإرادية التي اتخذها المغرب خلال كوب 21 بباريس تعد مثال يحتذى بالنسبة لدول المنطقة، مضيفا أن هذه الالتزامات تبرز بشكل جلي الإرادة القوية للمغرب في إنجاح تحوله الطاقي والمحافظة على البيئة.
وقال مدير الوكالة الوطنية لتنمية الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، سعيد مولين، “بفضل سياسته الطاقية الإرادية، نجح المغرب ليس فقط في التوفر على مشاريع ضخمة لإنتاج الطاقة الشمسية والريحية ولكن أيضا في تحقيق انتقال في اقتصاد الطاقة والصناعة والنقل والبناء، لصالح استعمال أكبر للطاقات المتجددة”.
من جهته، أبرز مدير مركز البحر الأبيض المتوسط للإدماج، مراد الزين، أن المغرب خط مثالا لمرونة الأنظمة الكهربائية في المتوسط بفضل برامج للطاقة الشمسية ستمكن من تحقيق تقليص مهم لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
بدوره، أشاد مستشار لدى البنك الدولي، سامح مبارك، بالتقدم الذي حققه المغرب في مجال الطاقات المتجددة بالرغم من محدودية موارده المالية.
على صعيد آخر، أكد الخبراء أن الطاقات المتجددة تشكل الحل الأكثر نجاعة لتغطية حاجيات المنطقة من الكهرباء وفي نفس الوقت التقليص من تأثيرات التغيرات المناخية وتعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة.
ودعوا إلى الانكباب على الإصلاح التشريعي وإحداث المؤسسات الملائمة من أجل النهوض بالطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية في أفق التقليص من تأثيرات التغيرات المناخية.
كما أكدوا على ضرورة إدماج الفاعلين الاقتصاديين وجمعيات المجتمع المدني بشكل أكبر من أجل إنجاح جهود التكيف مع التغيرات المناخية.
ويشارك في مؤتمر “ميد كوب المناخ”، الذي ينظمه مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، أزيد من ألفي مسؤول وفاعل ترابي واقتصادي من 22 دولة بالمنطقة المتوسطية.
ويأتي تنظيم هذا المؤتمر، الذي انطلقت أشغاله أمس الاثنين تحت شعار “لنعمل معا من أجل المناخ”، في سياق استعدادات المملكة لاحتضان النسخة ال22 لمؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية (كوب 22) شهر نونبر القادم بمراكش.
ويروم “ميد كوب المناخ” التعبير عن صوت المنطقة المتوسطية الكبيرة وخصوصيتها، التي أصبحت تعتبر على نحو متزايد “محورا مناخيا”، وإدراج هذا الصوت ضمن أجندة الحلول، مع العمل على ربط تطوير أهداف التنمية المستدامة بتثمين المبادرات المحلية الجيدة.
كما يشكل هذا المؤتمر فرصة لتسليط الضوء على التجربة المغربية في مجال التنمية المستدامة، سواء على مستوى الاختيارات الكبرى في مجال السياسات العمومية أو على مستوى التجارب الناجحة في مجال النجاعة الطاقية أو الحفاظ على الحميلات البيئية الهشة (مناطق الواحات والمناطق الرطبة)، أو على مستوى الطاقات البديلة من خلال المخطط الوطني لتطوير الطاقة الشمسية”.
ويتضمن برنامج هذه التظاهرة البيئية المتوسطية، التي تمتد على مدى يومين، تنظيم ست مناظرات كبرى، وعشر ورشات عمل، فضلا عن العديد من الأحداث الكبرى والتظاهرات الموازية.