الرباط: عبد اللطيف حموشي يستقبل المديرة العامة لأمن الدولة بمملكة بلجيكا
وسيشارك في الاحتفال قادة نحو عشر دول بينهم رئيس تايوان تساي اينغ-وين ورئيسة تشيلي ميشال باشيليه، وهي التوسعة الاهم في تاريخ القناة منذ تدشينها في 1914 الذي احدث ثورة في التجارة العالمية.
وستكون السفينة الصينية “كوسكو شيبينغ بنما” التي اختيرت وفق نظام القرعة، اول سفينة تعبر القناة بعد توسيعها بداية من ناحية المحيط الاطلسي لتصل بعد الظهر الى ناحية المحيط الهادىء حيث يقام الاحتفال الرسمي باشراف الرئيس البنمي خوان كارلوس فاريلا.
وضاعفت القناة التي يبلغ طولها 80 كلم قدراتها ثلاث مرات بحيث يمكن عبور سفن تنقل 14 الف حاوية ويمكن ان تكون بعرض 49 مترا وطول 366 مترا. في الماضي كانت السفن الكبيرة جدا مضطرة لان تسلك قناة السويس الاوسع.
لذلك تأمل بنما في ان تحسن خلال عشرة اعوام اداءها السنوي عبر مضاعفة حجم العبور (الترانزيت، 300 مليون طن) والعائدات (مليار دولار).
-تحفيز المبادلات بين آسيا والولايات المتحدة-
وتشكل القناة اصلا معبرا الزاميا لخمسة بالمئة من التجارة البحرية العالمية والدولتان الرئيسيتان اللتان تستخدمانها هما الولايات المتحدة والصين. وعبر القناة خلال قرن اكثر من مليون سفينة.
وستكون الدولة البنمية اول المستفيدين من تحسن العائدات. وقال الرئيس البنمي السابق نيكولاس ارديتو بارليتا نائب الرئيس السابق للبنك الدولي في امريكا اللاتينية “مع قناة موسعة، ستزداد عائدات الخزانة وهذا ما سيعود بالفائدة على قطاعات اخرى للنشاط الاقتصادي” في البلاد.
وتابع ان القناة ونشاطات لوجستية اخرى وخدمات مصرفية مرتبطة بها، تؤمن 45 بالمئة من اجمالي الناتج الداخلي للبلاد.
وستستفيد التجارة العالمية ايضا من العملية بينما ستستفيد الولايات المتحدة وآسيا من خفض نفقات انتقال البضائع بينها.
واكبر سوق مستهدف بتوسيع القناة هو نقل الغاز الطبيعي المسال من ولايتي تكساس ولويزيانا الامريكيتين الى آسيا وخصوصا الى اليابان.
وقال الرئيس البنمي لوكالة فرانس برس ان “تدشين القناة الموسعة يعني فرصا جديدة للتجارة الدولية، وبالنسبة لبنما، تعزيز الامتيازات التنافسية كمركز لوجستي”.
من جهته اعتبر رئيس البنك الامريكي للتنمية لويس البيرتو مورينو السبت انه بفضل توسيع القناة تصبح بنما “احد اهم مراكز التجارة العالمية” متوقعا ان يؤثر ذلك على “كامل القارة الامريكية مع تعديل عميق في الشبكة اللوجستية”.
وكان المشروع يقضي عند اطلاقه في 2007، ببناء قناة ثالثة وسد متحرك ثالث على جانب المحيط الهادئ وآخر على البحر الكاريبي مع تحسينات اخرى في القناة.
لكن التنفيذ بدا اكثر تعقيدا ووقعت خلافات بين ادارة القناة والتجمع الموحد للقناة الكونسورسيوم المكلف انجاز الاشغال، ما ادى الى تأخير.
وفي 2014 لم يتردد الكونسورسيوم الذي يضم المجموعات الاسبانية “ساسير” والايطالية “ايمبريجيليو” والبلجيكية “جاد دي نول” والبنمية “كونستروكتورا اوربانا”، في تعليق العمل للمطالبة بميزانية اضافية تبلغ 3,5 مليارات دولار.
وشكلت اضرابات عدة قام بها عمال وتشققات في احد السدود الجديدة ضربة للمروجين للمشروع.
وفي نهاية المطاف تدشن القناة الموسعة الاحد بعد تأخير عشرين شهرا وكلفة 5,45 مليارات دولار. لكن الخبير البنمي كارلوس غيفارا-مان استاذ العلوم السياسية في جامعة ولاية فلوريدا قال ان “الكلفة قد تكون اكبر من المتوقع بكثير بسبب المبالغ التي يطالب بها” الكونسورسيوم.