قال مصدر استقلالي، إن "حميد شباط" الأمين العام لحزب الميزان اتخذ قرارا جريئا وشجاعا، عندما أعلن التمركز في موقع "المساندة النقدية" لحكومة "عبد الإله بن كيران"، معتبرا أن "تحالف" المعارضة كان ممكن أن يكون فعالا لو لم يكن أحد أقطابه وهو حزب الاصالة والمعاصرة يعمل وفق مشروع "التحكّم" وابتلاع غيره، وأضاف مصدرنا: "حزب الاستقلال حزب عريق، ومن العيب أن تسمح قيادته ومناضليه بالتحكم فيه والسطو على سنوات من النضال والعمل السياسي المسؤول."
وحول ما إذا كان موقف "شباط" مناورة من مناوراته التي اعتاد أن يخرج بها بين الحين والآخر، وأن فشله في مدينة فاس وما كانت تشكله من "رمزية" للأمين العام لحزب الميزان ولمناضليه سببا في هذا الاختيار، أكد مصدرنا أن كل القراءات جائزة خلال هذه المرحلة، لكن سيظهر فيما بعد أن قرار الحزب وليس قرار شباط لوحده، هو قرار "العقل"، بل إن الأمين العام كان أول المهنئين لعمدة فاس المنتمي إلى حزب العدالة والتنمية وعبر له عن دعمه الكامل.
وفي نفس السياق، تساءل "لحسن فلاح" عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، عن المانع من أن يقرر حزب الميزان تصحيح مساره، إن كان مخطئا، معتبرا أن العيب هو الاستمرار في الخطأ.
وكان "لحسن فلاح" الذي ترشح خلال الانتخابات الأخيرة عن جهة الرباط سلا القنيطرة، قد دعا في حديثه لــ "أكورا"، إلى ضرورة اجتهاد زعماء الأحزاب السياسية وتحمل المسؤولية في تقديم خطاب راقي، وقال" "وجب إعادة النظر في خطاب زعمائنا السياسيين لأن الناس يتأثرون بهذا الخطاب بل يلتقطون ما هو سلبي أكثر ما هو إيجابي، خاصة وأن ما بعد الربيع العربي تأثر الجميع بمقولة "قول الحقيقة" ومصارحة الشعب، واعتماد الصدق في الخطاب، ولكن قول الصدق لا يعني قول كل شيء بل المفروض رفع معنويات المواطن وتربيته على العمل السياسي وهذا يتطلب القليل من الرزانة والحكمة، وليس بالضرورة قول كل شيء، ثم "علاش غادي نعريو غسيلنا."
"فلاح" أكد في ذات اللقاء، أن مرحلة ما بعد الانتخابات الجماعية تستوجب غلق صفحة الخطاب المتدني للزعماء وللسياسيين عامة، وعلى الصحافة أن تتحمل بدورها المسؤولية عبر المساهمة في الرفع من الإيقاع الإيجابي وليس النبش فقط في المشاكل والمساوئ، كما تعمل بعض المنابر التي تقتات على حساب صراعات الآخر وتقوي الخلافات أكثر، لينساق الجميع وراءها، وبالتالي يتم تقديم عملا رديئا يسيء للمغاربة كافة كسياسيين وكمواطنين.
وأضاف "فلاح" أن السياسيين والزعماء في السابق، كانوا يصمتون أمام أمور كبيرة بهدف حماية وخدمة المصالح العليا للوطن، وقال: "نحن بحاجة إلى إصلاح خطابنا السياسي، وإلا سنكرر السقوط أمام فئتين الأولى من الطبقة الواعية والمثقفة التي ستهرب من الخطاب المتدني، والثانية من الفئة التي بحاجة إلى الكثير من الوعي السياسي، وهذه الفئة للأسف "فهمت" أن العمل السياسي هو هذا المنتوج الجديد المعتمد على تبادل الاتهامات والتشهير بالآخر، وهنا تكمن الكارثة."