عادت عجلة الدوري الاسباني بكرة القدم إلى الدوران يوم 21 آب/ اغسطس الحالي، بعدما قص فريقا ملقا واشبيلية شريط افتتاح المسابقة على ملعب (لا روزاليدا) في مباراة انتهت نتيجتها بالتعادل السلبي، إلا أن الشعار الابرز للجولة الاولى تمثل بالعقم التهديفي.
8 اهداف فقط سجلت في الجولة الاولى من مسابقة الليغا الاسبانية، رغم امكانية ارتفاع الغلة التهديفية مع تبقي مباراة واحدة بين فريقا غرناطة وايبار تلعب مساء الاثنين، وهو رقم سلبي في تاريخ الدوري المحلي نظرا لامتلاك فريقا ريال مدريد وبرشلونة العديد من النجوم والاسماء الرنانة في الساحة العالمية، لكن الرياح جاءت بما لا تشتهي سفن عشاق الكرة الاسبانية.
ومن الطبيعي ان تبدأ كامل فرق الدوري الاسباني البالغ عددها (20) فريقا، الموسم الكروي الجديد بشكل يناقض ادائها السابق في المباريات الاستعدادية، او الذي كانت عليه في الموسم الماضي، نتيجة فترة التوقف الطويلة عن اللعب والتي يصاحبها الشرود الذهني لاغلب اللاعبين.
كما يعتبر ضغط المباريات الودية والرسمية التي تسبق انطلاقة الموسم الجديد، من اهم الاسباب التي تؤدي إلى شعور اللاعبين بالارهاق وهو ما حدث لبرشلونة الذي افتقر للفاعلية الهجومية، رغم دكه شباك اتلتيك بيلباو بهدف نظيف في بداية رحلة الدفاع عن اللقب، بالاضافة إلى اشبيلية وصيف السوبر الاوروبي، الذي سقط بمصيدة التعادل السلبي امام ملقا، فضلا عن الفريق الباسكي اتلتيك بيلباو، الذي خسر على ارضه في افتتاحية الليغا رغم فوزه بكأس السوبر الاسباني امام برشلونة.
ومن الامور التي ساهمت ايضا بظهور اندية الليغا بصورة باهتة في افتتاحية الليغا تتمثل بنقص الصفوف وغياب الانسجام، حيث بدت هذه المشكلة واضحة للعيان في مباراة ريال مدريد ومضيفه سبورتينغ خيخون والتي انتهت بالتعادل السلبي، حيث امتاز اداء الميرينغي بالعشوائية، كما ظهر مدى تأثير غياب الفرنسي كريم بنزيمة على الخط الهجومي للوس بلانكوس، الذي افتقد إلى الحلول، وهو ما يفرض على ريال مدريد ضرورة التعاقد مع مهاجم سوبر قبل اغلاق نافذة الانتقالات الصيفية في 31 آب/ اغسطس الحالي، خاصة اذا ما صحت التوقعات وانضم بنزيمة إلى آرسنال الانجليزي.
هجرة المهاجمين نحو الدوريات الاوروبية وعدم قدرة مدربو الاندية على تعويضها، تمثل المشكلة الحقيقية نحو انخفاض معدلات التهديف في الليغا الاسبانية، وان كان البرتغالي كريستيانو رونالدو والارجنتيني ليونيل ميسي تكفلا بتحطيم الارقام القياسية وحرصهما الدائم على الفوز بجائزة (البيتشيتشي) والتي تمنح لهداف الليغا، إلا ان رحيل الكولومبي كارلوس باكا، الذي سجل 20 هدفا في الموسم الماضي، إلى ميلان الايطالي، والكرواتي ماريو ماندزوكيتش، الذي سجل (12 هدفا) إلى يوفنتوس، وغيرهم العديد، ساهم بشكل مباشر في شح الاهداف وندرتها في الجولة الاولى من مسابقة الليغا.
يبدو من المبكر جدا الحديث عن وجود ازمة تتمثل بانخفاض معدلات التهديف في الدوري الاسباني، إلا أن تسجيل 19 هدفا في الجولة الاولى من نفس المسابقة بالموسم الماضي 2014/15، يؤكد مساهمة كافة العوامل والاسباب التي استعرضها التقرير بتراجع معدل التهديف بـ 11 هدفا عن الموسم المنقضي .. فهل تستعيد الليغا عافيتها ويرتفع مؤشر الاهداف في الجولة الثانية؟.