بعد كل الجدل الذي أثاره شريطه "تنغير القدس، أصداء الملاح"، عاد المخرج كمال هشكار لعرض شريطه بقاعة "أ ب س "بالدار البيضاء نهاية الأسبوع الماضي. التقينا بكمال هشكار بعد عرض الشريط وخصنا بالحوار التالي حول الشريط ومشاريعه المستقبلية…
بعد مرور ثلاث سنوات على عرض الشريط، نرى أنه لم تعد هناك وقفات احتجاجية ضد الشريط…
هذا أمر إيجابي، وحتى في حينها فقد كانت هذه الوقفات الاحتجاجية صغيرة وليست ذات تأثير كبير، فيما دعمت أغلبية المشاهدين الشريط. وأنا جد سعيد لأن هناك من لا زال يريد متابعة "تنغير القدس، أصداء الملاح" والدليل هو امتلاء القاعة اليوم. لقد اتهموني بالتطبيع، لكنني أقول وأشدد على أن شريطي جد عادي ويمكن للجميع متابعته.
وماذا بعد "تنغير القدس"، هل ستظل وفيا للفيلم الوثائقي؟
بطبيعة الحال، فأنا بصدد تصوير شريطي الوثائقي الثاني، حيث صوّرت الجزء الأول خلال شهر يونيو الماضي بجبل طارق، على أن أتابع التصوير بالمغرب انطلاقا من 21 يوليوز الجاري، حيث سأقوم باكتشاف الذاكرة اليهودية المغربية لكن هذه المرة من خلال الجيل الجديد. في شريطي الأول "تنغير القدس، أصداء الملاح" تحدثت عن الماضي وعن رحلة اليهود المغاربة إلى إسرائيل، أما شريطي الجديد فيتحدث عن الحاضر والمستقبل لنتمكن من تأسيس مغرب معاصر ومنفتح.
وأنت تتحدث عن الانفتاح والمعاصرة، كيف تابعت الأحداث التي عاشها المغرب مؤخرا والمرتبطة بشكل كبير بالحريات الفردية؟
أنا مدافع شرس عن الحريات الفردية، فقد صدمت بما وقع لفتاتي إنزكان وشاركت في الوقفة التضامنية معهما بمدينة مراكش. بالفعل هناك بعض الظلاميين الذين يريدون إعادتنا لخلف، لكن الجميع ملتزم بشكل فعلي بالحفاظ على المغرب المتعدد والمعاصر من فنانين ومجتمع مدني ومواطنين. يجب علينا جميعا الحفظ على بلدنا آمنا، فنحن نرى ما يفعله تنظيم داعش وتنماي موجة اليمين المتطرف في أوروبا، لذا فأنا أريد أن يغرق المغرب في الظلامية لأنه يمكن لنا أن نتعايش معا في هذا البلد المؤمن بقيم التعددية والاختلاف.