لا تَـسْقِنِـي مَـاءَ الحَيَـاةِ بِـذِلَّـةٍ
بَلْ فَاسْقِنِـي بِالعِـزِّ كَـأْسَ الحَنْظَـلِ
عنترة بن شداد
غيريتس، الذي شغل الصغير قبل الكبير بالمغرب قبل وبعد أن يلتحق بالمنتخب المغربي، لا زال يخلق الحدث، فبعد أن ترك بصمة جد واضحة على إقصاء المنتخب المغربي من الدور الأول بهزيمتين وفوز دون طعم، لا زال غيريتس يناور من هنا وهناك وكله أمل، بل أنه متأكد، في البقاء على رأس الإدارة التقنية لأسود الأطلس، مناورات وتصريحات جعلت رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم علي الفاسي الفهري يخرج عن صمته ويؤكّد أن راتب غيريتس نقطة سوداء في تاريخه المهني، خصوصا أن المدرب البلجيكي تجاوز رئيس الجامعة وصرّح أن مصيره ليس بيد الفهري…
كل هذه الأمور، إن نحن أضفناها إلى غضب الجماهير المغربية، لم تحرك في غيريتس ذرة كبرياء وتدفعه إلى تقديم استقالته، لنحتفظ نحن كذلك بذكرى مدرب “عندو النفس”، لكن شيئا من ذلك لم يحصل. وبعيدا عن غيريتس ومشاكله، ننتقل إلى إنجلترا، حيث قدّم المدرب الكبير فابيو كابيلو استقالته من تدريب المنتخب الانجليزي بعد أن أغضبه قرار الاتحاد الانكليزي بسحب شارة العمادة من جون تيري، حيث اعتبر كابيلو الأمر تدخلا في اختصاصاته ليضع حدّا لرحلة دامت أربع سنوات انتهت حين مُست كرامته، أمّا غيريتس، الذي كان يعلم أن لاعبيه يدخنون الشيشة ويسهرون بمباركة من أعضاء جامعيين غيريتس، الذي فرضت عليه الجامعة أجراء لقاء الجزائر بمراكش بعد أن كان يحلم بسماع هتاف مدرجات ملعب محمد الخامس، فإن هذه الأمور لا تعني له شيئا. فبالنسبة له كل شيء “بيخير” مادام يتقاضى راتبه ومادام هناك من يحرس كلبه في غيابه.
“لو كانت لدى غيريتس ذرة كرامة لقدّم استقالته” هذا ما قاله الحارس السابق للمنتخب الوطني مصطفى الشاذلي في حوار خصّ به يومية”المساء”، رسالة واضحة، لكن لا يبدو أن غيريتس يهتم بما تقوله الصحافة الوطنية بقدر ما يهمه البقاء في المغرب معززا مكرما.
أكورا بريس: نبيل حيدر