الأمم المتحدة (نيويورك) – أكد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، السيد عمر هلال، رئيس المجموعة الإفريقية لشهر يوليوز، اليوم الإثنين بنيويورك، أن القيم المثلى للراحل نيلسون مانديلا تعتبر بمثابة رسالة عالمية وخالدة للإنسانية.
وفي حديثه خلال حفل نظم بمناسبة اليوم الدولي لنيلسون مانديلا، قال السيد هلال إن يوم مانديلا ليس مجرد احتفال بإرثه، ولكنه حركة للاحتفاء بعمله طيلة حياته على إحداث تغيير نحو الأفضل.
وأضاف السيد هلال، خلال هذا الحدث الذي نظم تحت شعار “افعل ما تستطيع بما لديك أينما كنت”، أن “مانديلا دافع، طوال حياته، عن الكرامة المتأصلة والمساواة بين الناس، داخل الدول وفيما بينها، بغض النظر عن العرق أو الجنسية أو المعتقد”.
وبعد أن شدد على أن المجموعة الإفريقية في الأمم المتحدة تنوه بقرار الجمعية العامة رقم 64/13 بإعلان يوم 18 يوليوز من كل عام يوما دوليا لنيلسون مانديلا، اعترافا بإسهامه الهائل في خدمة حقوق الإنسان والديمقراطية والمساواة، أشار السيد هلال إلى أن مانديلا كرس حياته لخدمة الإنسانية من خلال الدفاع عن حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين والتسامح والتعايش عبر الكفاح ضد العنصرية والتمييز العنصري وكراهية الأجانب والتعصب.
كما أشار إلى أنه في شتنبر 2018، اجتمع زعماء العالم في مقر الأمم المتحدة لحضور قمة نيلسون مانديلا للسلام حيث اعتمدوا إعلانا سياسيا تعهدوا فيه بالالتزام بمضاعفة الجهود لبناء عالم عادل وسلمي ومزدهر وشامل ومنصف، مع الإشادة بالصفات التي تمتع بها مانديلا في خدمة الإنسانية، مع الاعتراف بالفترة من 2019 إلى 2028 كعقد نيلسون مانديلا للسلام.
وأشاد السفير المغربي، متحدثا باسم المجموعة الإفريقية في الأمم المتحدة، بريادة مانديلا ونزاهته الشخصية وتواضعه وتسامحه وتعاطفه، منوها بمساهمته في النضال من أجل الديمقراطية وتعزيز ثقافة السلام في جميع أنحاء العالم.
وفي هذا السياق، نقل السيد هلال تحيات المجموعة الإفريقية إلى حكومة وشعب جنوب إفريقيا وجميع الدول المحبة للسلام في جميع أنحاء العالم، التي تمكنت من التغلب على قرون من القهر العنصري ومواصلة الكفاح من أجل عالم يسوده السلام والمساواة القائمة على التضامن وليس الاختلاف.
وشدد السفير على أن “قيم التضامن والإنسانية والمصالحة وخدمة الناس التي مارسها نيلسون مانديلا والتي ساهم فيها طوال حياته هي أساس القيم المشتركة لقارتنا الإفريقية”، مضيفا أن روح مانديلا ألهمت القادة الأفارقة لتبني أجندة الاتحاد الإفريقي 2063.
وأضاف أن “المستقبل الذي نصبو إليه لإفريقيا” الذي يندرج ضمن هذه الأجندة يسعى إلى التعلم من دروس الماضي، والبناء على التقدم المستمر والاستكشاف الاستراتيجي لجميع الفرص الممكنة لضمان تحول سوسيو اقتصادي إيجابي، مشيرا إلى أن برنامج 2030 للتنمية المستدامة “يلزمنا أيضا بعدم ترك أي شخص خلف الركب. كما يتطلب تنفيذ هذه الأجندات جهدا جماعيا منا جميعا”.
وأبرز السيد هلال أن المجموعة الإفريقية تدعو، في هذا الصدد، جميع قادة العالم إلى أن يسترشدوا بحلم مانديلا بعالم غير عنصري وسلمي، حيث يتمتع جميع الناس بفرص متساوية لبناء عالم مشترك ومزدهر للجميع، “على الرغم من تنوعنا و اختلافاتنا في العرق واللون والدين والعقيدة ومستوى التطور”.
وأضاف أن الرسالة من وراء اليوم الدولي لنيلسون مانديلا بسيطة تتمثل في كون كل فرد يمتلك القدرة والمسؤولية لتغيير العالم للأفضل كل يوم وليس مرة واحدة فقط في السنة، كما تمنى الأمير هاري دوق ساسيكس خلال هذا الاحتفال.
وخلص إلى القول “دعونا نعمل يدا بيد وفي تعاون وثيق لجعل حلم مانديلا حقيقة”.