أديس أبابا – دعا المغرب، أمس الثلاثاء ، في مالابو بغينيا الاستوائية ، إلى تعاون إفريقي لمواجهة تحديات الأمن الغذائي والصحي في القارة الإفريقية.
وجدد السفير الممثل الدائم للمملكة لدى الإتحاد الإفريقي واللجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة ، السيد محمد عروشي ، الذي كان يتحدث خلال أشغال الدورة الرابعة للجنة الفنية الخاصة حول الهجرة واللاجئين والأشخاص النازحين داخليا المنعقدة بمالابو ، إلى تحالف إفريقي وتعاون بين الدول الإفريقية لمواجهة تحديات الأمن الغذائي والصحي في إفريقيا.
وأكد الدبلوماسي المغربي ، خلال مداخلته في اللجنة المخصصة للأمن الغذائي والتغذية في السياق الإنساني العالمي في إفريقيا ، أن القارة الإفريقية لا تزال مستوردا رئيسيا للمواد الغذائية ، حيث تنفق ما يقرب من 43 مليار دولار سنويا، وقد يصل العدد إلى 110 مليار دولار في عام 2025 ، في ظل عدم وجود رد فعل إفريقي مشترك وعاجل.
كما أشار السيد عروشي إلى أن القارة الإفريقية تتوفر على حوالي 60 في المئة من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم ، وأنه وفقًا لإحصاءات عام 2020 من الوكالات الدولية المختصة ، يعاني أكثر من 281 مليون إفريقي من نقص التغذية (21 في المئة من سكان القارة) ، بزيادة قدرها 89 مليونا مقارنة بعام 2014، فيما يوجد 346 مليون شخص في وضع انعدام أمن غذائي شديد.
وأضاف الدبلوماسي المغربي، الذي يرأس الوفد المغربي في أشغال الدورة الرابعة للجنة الفنية الخاصة حول الهجرة واللاجئين والأشخاص النازحين داخليا المنعقدة بمالابو والذي يضم مختلف الإدارات القطاعية، أن هذه الأرقام تظهر على أن إفريقيا ليست على المسار الصحيح لتحقيق أهداف التنمية المستدامة الهادفة إلى القضاء على الجوع وتحسين الأمن الغذائي في القارة .
وعلاوة على ذلك، أشار السيد عروشي إلى أنه على الرغم من الاتجاه التصاعدي لتحديات الأمن الغذائي، فإن القارة الإفريقية لديها الوسائل اللازمة ، سواء من حيث رأس المال البشري أو الموارد الطبيعية للتغلب على هذه التحديات.
وتحقيقا لهذه الغاية ، دعا بشكل عاجل إلى تعاون إفريقي قائم على الإرادة الحسنة والثقة في إفريقيا ، مؤكدا أن المملكة المغربية تظل على استعداد لتقاسم خبراتها ومعرفتها في مجال الأمن الغذائي مع الدول الشقيقة ، من خلال مبادرة تكييف الزراعة الإفريقية ، والتي تشكل مقاربة متعددة الأبعاد في إطار الأمن الغذائي.
وبخصوص جائحة كوفيد 19 ، شدد الدبلوماسي المغربي على أن ضعف إفريقيا من حيث البنية التحتية الصحية والخبرة يشير إلى الصعوبات التي قد تواجهها القارة الإفريقية في المستقبل.
وأوصى، في هذا الصدد، بإحداث منصة للخبراء الأفارقة في مجال الأوبئة التي يمكن أن تواجه القارة ، وذلك في إطار التآزر والتعاون الإفريقي.