فيديو: المفوض الأممي لحقوق الإنسان: المغرب نموذج يحتدى به في مكافحة التطرف
بقلم: محمد الفزازي رئيس الجمعية المغربية للسلام والبلاغ
قال محمد حاجب الإرهابي الهارب (إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها…) يريد بهذا أن الله تعالى أخبر عن حال الملوك، كل الملوك، بالفساد والإفساد. ليخلُص إلى مبتغاه من النيل من ملك البلاد.
والحق أن هذا الإرهابي تعسّف تعسّفاً منكراً في الاستدلال بهذه الآية.
وردا عليه وعلى أمثاله الذين يستشهدون بهذه الآية زوراً وبهتاناً للطعن في ملك البلاد.
أولاً: إن الله تعالى ذاته ملك. (فتعالى الله الملك الحق) طه :114
(هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ ) الحشر : 23
ثانياًً: إن الله عز ثناؤه لم يقل (إن الملوك إذا دخلوا قرية…) التي قالت هذا الكلام هي الملكة بلقيس صاحبة سبأ. فهو قول ملكة ولا يُعقل أن تقول ملكة السوء عن نفسها. أما الله تعالى فقد حكى فقط قول هذه الملكة. ولهذا فإن الآية تبدأ هكذا (قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ۖ وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ) سورة النمل 34-
حاجب أسقط كلمة (قالت) وهذا تدليس.
وقد ذكر سيد المفسرين ابن جرير الطبري (إذا دخلوها عنوة) أي اقتحاما بقوة السلاح والاحتلال…
ثالثا: هذا موسى عليه السلام يذكّر قومه بنِعم الله تعالى عليهم بأنْ جعلَ فيهم انبياءَ وجعلهم ملوكاً. (وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أنبياءَ وجعلكم ملوكاً) المائدة 20.
رابعا: قال الله تعالى (أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّه) البقرة 246
… وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ۚ قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) البقرة 246
أرأيت يا محمد حاجب أيها الجاهل كيف أنّك متورّرط في ليّ “عنق” الآية خدمة لحقدك الدفين على ملك البلاد؟
أزيدك من العلم علماً،
أما علمت أن يوسف عليه السلام كان على خزائن الأرض (المالية وخزينة الدولة) بتعيين ملك كما في قصة يوسف عليه السلام؟
(وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي ۖ فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ ) يوسف 54
لقد جعله الملك من خاصّة نفسه ومكنه من خزائن الدولة استجابة لطلبه (قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) يوسف 55
هذا وقد عرف التاريخ ملوكاً صالحين آخرين لا داعي لذكرهم، إذْ يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق.
محمد حاجب هذا التافه التكفيري ظنّ أنّ سكوتنا عن ترهاته دليل على أنه يقول الحق (بالدليل القاطع الساطع المانع) كما قال. في حين ما هو سوى جاهلٍ يهذي بما يؤذي، ويهرف بما لا يعرف، ولا يؤذي إلا نفسه.