فيديو: المفوض الأممي لحقوق الإنسان: المغرب نموذج يحتدى به في مكافحة التطرف
نظمت وكالة بيت مال القدس الشريف، اليوم السبت بالرباط، حفلا لتتويج التلاميذ الفائزين بجائزة مسابقة “ألوان الأقصى” نسخة 2020، عن أحسن لوحة تشكيلية من إبداع المدارس، بحضور ثلة من الشخصيات من آفاق مختلفة.
وتهدف هذه الجائزة السنوية المفتوحة في وجه تلاميذ المدارس الابتدائية والإعدادية، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 09 و 14 سنة، إلى تربية الناشئة على مكانة المدينة المقدسة، ودرتها المسجد الأقصى المبارك، ونشر الوعي بأهمية المقدسات الدينية بالمدينة والحفاظ عليها كرمز للتعايش والسلام بين أتباع الديانات السماوية الثلاث.
وهكذا، فقد كانت الجائزة الأولى من نصيب التلميذة سارة خليل، من مدرسة “سيزار” (نيابة برشيد)، فيما عادت الجائزة الثانية للتلميذة مروى هبة من مدرسة “المدينة بولو”، (نيابة عين الشق).
وفاز بالجائزة الثالثة مناصفة كل من وسم بنكروم من مدرسة “عمر الإدريسي” (نيابة مرس السلطان الفداء)، ورانية غيساوي من مدرسة “سيزار” (نيابة برشيد)، فيما آلت الجائزة التشجيعية إلى كل من خولة رابح ومحمد إسلام البواخري من ثانوية مولاي رشيد الإعدادية (نيابة سلا).
وبلغ عدد المشاركين في هذه الدورة، التي نظمتها وكالة بيت مال القدس الشريف في إطار البرمجة الثقافية السنوية ضمن فعاليات الدورة السادسة والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب في الفترة ما بين 6 و16 فبراير 2020، بالتنسيق مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدار البيضاء-سطات، 162 تلميذا.
أما عدد اللوحات التي دخلت المسابقة حسب المعايير التي حددتها اللجنة فقد بلغ 45 لوحة، تأهلت 6 لوحات منها إلى اللائحة القصيرة ليتم بعد ذلك انتقاء اللوحات الفائزة من بينها.
وفي هذا الصدد، قال المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، محمد سالم الشرقاوي، في تصريح للصحافة، إن الغرض من الجائزة يتمثل في تحفيز الناشئة ما بين 9 و 14 سنة من تلاميذ المدارس على قيم الحب والسلام والتعايش والتسامح، وهي كلها وفق المتحدث، مبادئ وقيم ترمز لها القدس الشريف التي تبقى مركزا لكل الاهتمامات، مضيفا أن أن هذه الجهود تدخل في سياق عمل الوكالة ومساهمتها في الحفاظ على الموروث الثقافي والحضاري وتحفيز الناشئة على الاهتمام بالقضايا التي تستأثر باهتماماتها.
من جهة أخرى، توقف السيد الشرقاوي، في كلمة بمناسبة حفل التتويج، عند الأعمال والمبادرات التي أطلقتها الوكالة هذه السنة للنهوض بأوضاع الطفولة والشباب في القدس، حيث يستمر تدخلها لدعم المدارس، عبر تعزيز برنامج منح الاستحقاق، وإطلاق مشروع “نوادي البيئة” من مدرسة الحسن الثاني في وادي الجوز، ليتم تعميمه على مدارس القدس وذلك لتربية الناشئة على قيم المحافظة على البيئة وحماية التوازن الطبيعي بالمدينة.
على صعيد آخر، أفاد السيد الشرقاوي أن برنامج المساعدة الاجتماعية، الذي يشمل التكفل بما يزيد عن مائة من الأيتام، متواصل، مشيرا إلى أن الوكالة تعمل على التحضير لتنظيم مخيمات صيفية افتراضية لفائدة الأطفال في عدد من مناطق القدس، في حال تعذر تنظيمها فعليا، بسب ظروف الطوارئ الصحية المعمول حاليا.
وكشف أن الوكالة ستطلق، قريبا، مركز “بيت المقدس” للبحوث والدراسات في مقرها بالرباط، ليضم المكتبة القائمة ويشرف على سلسلة المنشورات، ويؤطر البحوث الجامعية الممولة من قبل الوكالة، أو تلك التي خصصت لها منحا تشجيعية لتعنى بحاضر القدس وتاريخها وموروثها الديني والحضاري، وأوجه ارتباط المغاربة بها، وذلك بالتعاون مع جامعة القدس، معربا عن تطلعه إلى إشراك وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي في هذه المبادرة.
وأشار في السياق ذاته، إلى أن الوكالة، وبالتنسيق مع شركائها في المغرب وفي فلسطين، بصدد الانتهاء من وضع الترتيبات الخاصة بافتتاح المركز الثقافي المغربي – بيت المغرب في القدس، في أقرب فرصة ممكنة، ليكون منارة ثقافية، تكرس الحضور المغربي التاريخي في المدينة المقدسة، ويساهم في إشاعة قيم المحبة والتعايش والسلام.
من جهته، أكد وزير الثقافة والشباب والرياضة، عثمان الفردوس، على أهمية هذه المسابقة على المستوى الفني والثقافي وأيضا على مستوى التراث اللامادي، معتبرا أن مساهمة الشباب الذين يملكون موهبة وفنا جميلا، تمثل عنصرا أساسيا في محاربة النسيان وتكريس قيمة التضامن.
وبعد أن ذكر بإعطاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس لوكالة بيت مال القدس الشريف بعدا اجتماعيا ثقافيا أيضا للمؤسسة، وهو بحسبه ورش ذو بعد حضاري مهم جدا، عبر الوزير عن شكره للوكالة ولوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي التي فتحت الباب أمام انخراط الشباب في هذه المواضيع، التي تكون عادة حكرا على الباحثين والسياسيين، مؤكدا على اهمية انخراط الشباب المغربي والفلسطيني في هذا الورش.
أما سفير دولة فلسطين بالمغرب، جمال الشوبكي، فاعتبر، بدوره، أن هذه الجائزة تعكس تمسك أبناء المغرب بهوية وعروبة القدس الشريف وإخلاصهم لانتمائهم، مضيفا أن المساهمة الفنية للتلاميذ دليل على أن هذا الجيل مستمر على درب آبائه وأجداده في تمسكهم بفلسطين والقدس بكل حضارتها وتاريخها وتراثها وهويتها المشتركة بين المغرب وفلسطين.
كما تعكس هذه الجائزة، وفق الدبلوماسي الفلسطيني، استمرار ارتباط المغاربة بالقدس وتكريس ائتلافهم بالمكان وأهله حتى صاروا جزء أصيلا منه، حيث رسم هؤلاء التلاميذ لوحات غاية في الدقة والجمال عن معالمه وزواياه وأروقته ومدارسه، لتشكل تراثا لا ماديا ينضاف إلى تراثهم المادي بالمدينة المقدسة.
وتميز هذا الحفل بتوقيع بروتوكول تعاون بين وكالة بـيت مال القدس الشريف والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباط-سلا-القنيطرة لتنظيم الدورة الثالثة من مسابقة “ألوان القدس” بالمؤسسات التعليمية التابعة للأكاديمية، وذلك بهدف تأطير وتأمين مشاركة أكبر عدد من التلاميذ في هذه المسابقة الهادفة.
كما تم خلال هذا الحفل توقيع اتفاق إطار للشراكة والتعاون بين وكالة بـيت مال القدس الشريف والمجلس التنسيقي للتعليم في القدس، وقعه كل من المدير المكلف بتسيير الوكالة، محمد سالم الشرقاوي حضوريا، ورئيس المجلس السيد عيد صادر عن تقنية التناظر الرقمي.
وتروم هذه الاتفاقية تحديد أوجه ومجالات الشراكة والتعاون لخدمة قطاع التربية والتعليم في القدس، والمتمثلة على وجه الخصوص في البنية التحتية والتجهيزات الخاصة بالمؤسسات التعليمية في القدس، ومعايير استحقاق المنح الدراسية ومنح الدعم المخصصة للبحوث والدراسات والجوائز والمسابقات، والمنهاج التعليمي ونظم التدريس الحديثة، فضلا عن ظروف عمل هيئة التدريس في المدارس والمؤسسات التعليمية الجامعية.
وتميز هذا الحفل، كذلك، بتدشين معرض لفنانين تشكيليين مغاربة احتفاء بالقدس بعنوان “نقطة في السماء” وعرض أغان تتغنى بالمغرب وفلسطين والسلام.
(و م ع)