باريس – يشارك المغرب، المدافع المستميت عن تعددية متجددة وناجعة، في منتدى باريس حول السلام الذي افتتح أمس الثلاثاء في العاصمة الفرنسية، كحدث سنوي يلتئم فيه جميع الفاعلين في مجال الحكامة العالمية.
ويمثل المغرب في هذا المنتدى للدفع قدما بالتعددية، الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج السيد محسن الجزولي.
وأعطى انطلاقة فعاليات هذا المنتدى الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون و رئيس الكونغو الديموقراطية فيليكس تشيسيكيدي و الرئيسة المنتخبة للمفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين ونائب الرئيس الصيني وانغ كيشان، بحضور 30 رئيس دولة و حكومة و جمعيات و منظمات دولية و مختلف ممثلي المجتمع المدني .
ويهدف هذا المنتدى، الذي عقد للسنة الثانية على التوالي إلى تشجيع التعاون الدولي و العمل الجماعي من أجل عالم يسوده السلام. كما يتوخى تقديم ومناقشة وتطوير حلول ملموسة و مبتكرة من أجل بلوغ هذه الأهداف.
وأبرز السيد الجزولي ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، أن المغرب حرص مرة أخرى على حضور منتدى باريس حول السلام ، لأنه يؤمن بأنه منتدى تم إطلاقه من أجل تعزيز التعددية.
وأبرز الوزير المنتدب أن المغرب “يشارك في هذا الحدث من أجل دعم جميع المبادرات التي من شأنها أن تساهم في تقوية العلاقات المتعددة الأطراف بين البلدان”.
وأكد أن المغرب تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس هو مدافع مستميت عن تعددية الأطراف، كما يعكس ذلك الحضور القوي للمملكة في عمليات للأمم المتحدة لحفظ السلام ، خاصة العمليتين الكبريتين مينوسما و مينوسكو . وهو حضور قوي يحرص المغرب على تأكيده في منتدى باريس حول السلام.
وأبرز أنه منذ 1960 كان المغرب حاضرا في عمليات حفظ السلام و اليوم أزيد من 2000 عنصر تم نشرهم عبر عمليات رئيسية والمغرب يحتل المرتبة ال13 بعد الصين مباشرة.
وفي إطار هذا المنتدى ، حرص المسؤول المغربي ، الذي شارك في اجتماع “التحالف حول تعددية الأطراف “، و الذي أطره الوزير الفرنسي المكلف بالشؤون الخارجية جون إيف لودريان و جيمي وولف مؤسس وكيبيديا ، على الإشادة بوجاهة هذا الموضوع وأهميته.
وأبرز في هذا السياق ، أن المغرب دعا على هامش الدورة ال 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة إلى جعل التحالف أرضية تشجع على النهوض بالقضايا ذات الأهمية العالمية و التي تؤثر على مستقبل البشرية و لها تأثير مباشر على حياة ملايين الأشخاص في العالم.
وفي هذا السياق، تأمل المملكة المغربية، يضيف السيد الجزولي، في تجديد ادعمها الكامل لمبادرة الرئيس الفرنسي “نداء باريس من أجل الثقة والأمن في الفضاء السيبراني”، الذي يعطي دينامية جديدة لتحسين الحكامة المتعددة الأطراف للانترنت والتطوير الامن للتكنولوجيات الحديثة.
و أبرز أن المملكة المغربية ، و في الوقت الذي تشيد فيه بالإمكانات الهائلة التي توفرها التكنولوجيات الحديثة وتأثيرها على حياة ملايين البشر، فإنها تذكر بأن المستقبل الرقمي يجب أن يكون أكثر أمانا و شمولية لتجنب أي فجوة رقمية يمكن أن تكون كارثية بالنسبة للأجيال القادمة .
من جهة أخرى و على هامش هذا المنتدى ،أجرى السيد الجزولي لقاءات ثنائية مع رئيس منتدى باريس باسكال لامي و وزيري الخارجية الغابوني و الموريتاني ومع مو إبراهيم رئيس مؤسسة “مو إبراهيم”.
وقام الوزير المنتدب بزيارة أروقة العديد من المشاريع للمجتمع المدني المغربي التي تم انتقاؤها للمشاركة في هذه الدورة الثانية للمنتدى بالنظر لقوة تأثيرها الاجتماعي أو الثقافي.