أمام حشد جماهيري فاق الـ5 آلاف، تحدّث عزيز أخنوش، رئيس التجمع الوطني للأحرار، عن مواضيع مختلفة، تهم طموح الحزب في المرحلة المقبلة، وأهمية المشاركة السياسية وخاصة في صفوف الشباب، ثم تصوره لمحاربة الفساد.
أخنوش، الذي كان يتحدث في الجلسة الافتتاحية للجامعة الصيفية للشباب الأحرار، في نسختها الثالثة، بأكادير، استغل مناسبة تواجده بـ”مدينة الانبعاث”، ليسلط الضوء على جزء من تاريخ رجالاتها في مقاومة الاستعمار. فسوس هي آخر منطقة استطاع المستعمر الوصول إليها بفضل تضحيات رجال من طينة الصولاج البعقيلي، ومولاي العربي الشتوكي، وأحمد أولحاج، وعباس القباج وبونعيلات وحسن لعرج.
وبخصوص موضوع جامعة الشباب الأحرار، الذي هو “المشاركة السياسية المواطنة”، سجّل أخنوش أن شعار الجامعة هو اختيار موفق، لأننا في حاجة إلى تعزيز الاستقرار الذي تنعم به بلادنا تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من خلال مصالحة الشباب مع العمل السياسي.
وأكد أن جلالته يشدّد على ضرورة وجود الشباب والكفاءات لنهضة هذا الوطن، مؤكدا أن “الأحرار” منخرط بكل قوته لمواكبة جلالة الملك في مسعاه إلى تنزيل النموذج التنموي المنشود.
واعتبر أخنوش أننا اليوم في حاجة إلى توسيع دائرة المشاركة السياسية، وفي حاجة إلى تحمل الشباب للمسؤولية. وبهذا الخصوص، أعلن رئيس “الأحرار” أن الحزب إذا توفق في احتلال مراتب متقدمة خلال الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، فسيلتزم باختيار وزرائه من الكفاءات الشابة التي يزخر بها الحزب.
مؤكدا، في المقابل، أن الهجرة نحو العزوف، ونحو الكرسي الفارغ، تضر ببلادنا وبمستقبل أبنائها.فالشباب لديهم أفكار بإمكانها أن تساهم في تطور البلاد، ولا يمكن أن تُحقق هذه الأفكار إلا في مراكز صنع القرار.
وأعطى رئيس التجمعيين مثالا دالاّ على مدى قيمة ولاية حكومية (5 سنوات) في عمر شاب في عمر الـ23 أو الـ25 سنة. ففي هذه المدة “هاد الشاب عندو طموح: بغى يخدم.. بغى يتزوج.. خصو دار فين يسكن وغيحتاج للطبيب وللمدرسة لولادو غدا”.
مبرزا أن كل 5 سنوات تضيع من عمر ولاية حكومية بدون إصلاح حقيقي في قطاعات مثل الصحة والتعليم، هي 5 سنوات تضيع من عمر هذا الشاب. وتجعله يفقد الثقة في السياسة وفي المؤسسات، مخاطبا الشباب قائلا : “بغيتك تعرف باللي ما حدك كتبعد، ما حدك كتخلي الفرصة لشي وحدين، باش يضيعو 5 سنين أخرى”.
وأضاف : “بغيت نقول ليك إلا نتا كشاب صوتي، ولاخر صوت، ولاخر صوت، هذاك اللي طامع يدوز بـ 50 صوت، كيما كيوقع فشي جماعات قروية لأن نسبة المشاركة جد ضعيفة، غادي يصعاب عليه. ومغادي يدوز غير اللي أغلبية الناس مقتانعة بيه”.
ثم تابع أمام شعارات حماسية رفعها شباب المنظمات الجهوية للشبيبة التجمعية اللذين جاؤوا من مختلف جهات وأقاليم المملكة، قائلا : “المستقبل ديالك بين يديك. متخليهش بين يدين ناس مكيآمنوش بالشباب وقضايا الشباب.. ناس ضد التشبيب، ضد الفن، ضد الثقافة، ضد الرياضة.. وبغاو الشبيبة تكون عصى يضربو بيها اللي كيختالف معاهم في المواقف”.
من جهة ثانية، نوّه أخنوش بالكفاءات التي يتوفر عليها الحزب، مشيرا إلى أن منجزات وزرائه تتكلم عن نفسها، وبشهادة الجميع، بمن فيهم أولائك الذين يشتغلون طيلة الأسبوع داخل الحكومة، ويخرجون في نهايته لانتقاد “الأحرار”.
كما أشاد بفريقي الحزب بالبرلمان، وبمعاركهما الكبيرة لإخراج قانونين مهمين إلى أرض الواقع. ويتعلق الأمر بالقانون التنظيمي للأمازيغية، الذي وصفه بالمكتسب الكبير الذي ربحه الوطن، وبالقانون الإطار المتعلق بالتربية والتكوين والبحث العلمي.
هذا وشدّد أخنوش على أن محاربة الفساد والرشوة تبدأ بإجراءات عملية لتحسين واقع التعليم والصحة، على اعتبار أن تكلفتهما أصبحت تثقل كاهل المغاربة، وهما أساس كل إصلاح.