(و م ع)
أدوات غير مألوفة وصاخبة، إيقاعات مسترسلة ومبعثرة، تنضاف إلى مسرحية الأزياء والحركات: كل هذا يصنع سحر المجموعة الكونغولية كينشاسا كوكوكو Kinshasa KOKOKO التي هزت، ليلة أمس السبت، جنبات منصة أبي راقراق، في إطار فعاليات الدورة الـ 18 من مهرجان “موازين.. إيقاعات العالم”.
وهكذا، تراقص الجمهور الحاضر حتى آخر نوتة موسيقية على نغمات مزيج صداح من الإيقاعات المبتكرة، المتحررة بالكامل، والتي مكنت من إفراز جرعة من الأندورفين، تتسم بقوتها وإمتاعها.
واستهل الحفل بهتافات في الميكروفون “كو، كو، كو”، والتي تعني “توك توك توك” بلغة اللينغالا، المتحدث بها في جمهورية الكونغو الديمقراطية، فهذه الصرخة الحاشدة هي تجسيد لمجموعة الفنانين الذين يحملون إسمها. مجموعة تضرب بقوة من أجل إسماع الصوت الجديد لكينشاسا، المدينة التي ينحدرون منها.
وعلى الخشبة، أخذ هؤلاء الفنانون أمكنتهم وبأيديهم آلاتهم الموسيقية المصنوعة من أشياء تم تدويرها. ومن ثم، يطلق العنان لإبهار بصري وصوتي يجتاح الجمهور، ويظهر أنه من الصعب إبقاء الأعين غير منتبهة للقارورات، والعلب المعدنية، والحبال الكهربائية، أو الطبول المصنوعة من آلة للكتابة والقيثار الذي ثبت به حبل واحد.
وهكذا، انطلقت المجموعة الكونغولية في العروض التي يتبادل خلالها الأعضاء الأماكن والأدوات والميكروفون. وتتوالى الأغاني التي نالت إعجاب الجمهور.
فمن “Likolo” إلى “Malembe” عبر “Tongos’a”، تقطع كوكوكو مع الرومبا التقليدية وغيرها من الأنماط المعروفة بجمهورية الكونغو الديمقراطية. هكذا، وفي إطار الابتكار والفوضى، يصنع الفنانون سحرهم ويعيدون تجديد الموسيقى الإلكترونية.
وقد قدم هؤلاء الفنانون ذوو الأزياء الصفراء عرضا جماليا وصوتا أصيلا. فموسيقاهم هي عبارة عن مزيج مسلي بين الهاوس والتيكنو والأفرو-فانك والبوب، الأمر الذي يجعلك ترقص لا محالة.
وتتألف مجموعة كوكوكو من فنانين استلهموا من ضجيج وأصوات مدينة كينشاسا، واستعملوها كمواد خام لتصنيع أدواتهم الخاصة انطلاقا من مواد تمت إعادة تدويرها.
وهكذا، فإن المجموعة استطاعت تحقيق ما لم يكن في الحسبان. موسيقى تيكنو بدون تكنولوجية والإلكتروميوزيك بدون آلات. ومن ثم، فإن منصة أبي راقراق شهدت على انفجار بركان أفرو-مستقبلي يتماهى فيه حس الابتكار الكونغولي مع الإبداع.
وعندما غادرت المجموعة المنصة، واصل الجمهور ترديد إسم مجموعته المفضلة الجديدة كوكوكو.
ويقترح موازين طيلة تسعة أيام برمجة غنية تجمع بين أكبر نجوم الموسيقى العالمية والعربية، ويجعل من مدينتي الرباط وسلا مسرحا لملتقيات متميزة بين الجمهور وتشكيلة من الفنانين المرموقين.
كما يرسخ مهرجان موازين استمرار التزامه في مجال النهوض بالموسيقى المغربية، حيث يكرس نصف برمجته لمواهب الساحة الفنية الوطنية.
ويقدم المهرجان الحامل لقيم السلم والانفتاح والتسامح والاحترام، ولوجا مجانيا لـ 90 في المائة من حفلاته، جاعلا من الاستفادة المجانية للفرجة مهمة أساسية. وعلاوة على ذلك، يعتبر المهرجان دعامة أساسية للاقتصاد السياحي الجهوي، وفاعلا من الدرجة الأولى في مجال خلق صناعة حقيقية للفرجة بالمغرب.