قرر المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري وقف بث برنامج “باسم الله أرقيك” على شبكة الخدمات الإذاعية “إم.إف.إم” لمدة أسبوع، من تاريخ التبليغ، بسبب عدم احترام الضوابط المؤطرة للبرامج الصحية.
وأعلن المجلس في بلاغ أنه أصدر قرارا يوم 23 ماي الماضي بوقف بث شبكة الخدمات ” إم.إف.إم “، خلال التوقيت الاعتيادي لبرنامج “باسم الله أرقيك”، لمدة أسبوع، لعدم احترام شركة ” إم.إف.إم إذاعة وتلفزة”، المقتضيات القانونية والتنظيمية الجاري بها العمل، ولا سيما تلك المتعلقة بالضوابط المؤطرة للبرامج الصحية، ويأمر تبعا لذلك، الشركة باتخاذ التدابير اللازمة لتنفيذ هذا القرار.
وحسب حيثيات القرار، فإن هذا الأخير صدر بناء على شكاية “الجامعة المغربية لحقوق المستهلك” وبعد الاطلاع على التقرير الذي أعدته المديرية العامة للاتصال السمعي البصري بخصوص حلقات 5 و12 و14 مارس 2019، من برنامج “باسم الله أرقيك”.
وتضمن القرار أيضا أمرا لشركة “إم.إف.إم إذاعة وتلفزة ببث بيان وقف البرنامج طيلة مدة العقوبة في التوقيت الاعتيادي المحدد لبداية بث البرنامج. ويشير البيان الى أن حلقات 05 و12 و14 مارس 2019 منه استضافت الضيف القار الذي قدم بصفته “مختص في طب الأعشاب وعلاج أمراض السحر والعين”، والذي “عمل على تشخيص بعض الحالات المرضية للمستمعين، واقترح لها حلولا علاجية، عبارة عن خلطات أعشاب وماء الرقية، وذلك دون اعتبار للمنظومة القانونية والتنظيمية الجاري بها العمل، المتعلقة بالضوابط الخاصة بالبرامج الصحية، وبالالتزامات الأخلاقية المتعلقة بالصحة وسلامة الأشخاص، وبما يقتضيه واجب التحكم في البث، كون منشط البرنامج لم يتدخل بل أكّد ما جاء على لسان ضيف البرنامج”.
وسجل المجلس أن الحلقات المشار إليها، تثير ملاحظات تتعلق بطريقة تقديم المنشط للضيف، بعبارات تنويهية وذات حمولة معنوية معينة؛ واقتراح الضيف “حلولا علاجية” على أنها ذات آثار ناجعة في شفاء بعض الأعراض والأمراض؛ وتقديم شهادات حول نجاح الحلول المقترحة المذكورة عبر الرسائل النصية والمكالمات الهاتفية، ذهبت في مجملها إلى الوقوف على بعض حالاتهم وتفاعلهم مع الحلول العلاجية التي يقترحها للمشاركين، ما قد يحمل، ولو لفئة من الجمهور، على التطبيع مع هذه الممارسات وما اعتبره البرنامج علاجات، والتخلي، في بعض الحالات عن المتابعة الطبية.
كل هذا، يضيف البلاغ، “يجعل المضمون السالف الذكر في مجمله، يحث ويحمل، ولو ضمنيا فئة من الجمهور على نهج ممارسات من شأنها أن تلحق ضررا بصحتهم، وذلك دون تحفظ من لدن منشط البرنامج، خلافا لما يقتضيه واجب التحكم في البث، مما يجعل البرنامج، قد أخل بالمقتضيات القانونية والتنظيمية الجاري بها العمل، ولا سيما تلك المتعلقة بالبرامج الصحية”.
وكانت شكاية “الجامعة المغربية لحقوق المستهلك”، قد نبهت، حسب البلاغ، إلى أن بعض برامج الخدمات الإذاعية الخاصة، تشيد بالشعوذة، خاصة أسلوب ومنهجية تقديم وعرض برنامج “باسم الله أرقيك”، والذي يستغل حسب الشكاية جهل وضعف بعض المستهلكين، مما قد يلحق الضرر بمصالحهم المادية وسلامتهم الصحية.
واستعرض قرار المجلس نماذج من العبارات التي وردت على لسان ضيف ومنشط البرنامج مذكرا بأن المادة 9 من القانون 77.03 المتعلق بالإتصال السمعي البصري كما تم تغييره وتتميمه تنص على أنه:” دون الإخلال بالعقوبات الواردة في النصوص الجاري بها العمل يجب ألا تكون البرامج وإعادة بث البرامج أو أجزاء منها: (…) تحرّض على نهج سلوك يضر بالصحة أو سلامة الأشخاص والممتلكات أو حماية البيئة”.
كما تنص المادة 3 من توصية المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري بشأن البرامج الصحية في الخدمات السمعية البصرية، الصادرة بالقرار رقم 17-14 على أنه ” يحرص متعهدو الاتصال السمعي – البصري في البرامج ذات الصلة بالصحة على ما يلي: (…) عدم تجاوز المتدخلين في هذا الصنف من البرامج لمجالات تخصصهم(…)”. وتفيد المادة 6 من نفس التوصية بأن “(…) يحرص متعهدو الاتصال السمعي – البصري في البرامج ذات الصلة بالصحة على ما يلي:(…) عدم قيام المتدخلين في هذه البرامج بتشخيص الحالة المرضية للأشخاص الذين يتصلون بهم قصد الاستشارة(…)”، بينما تنص المادة 7 على أنه:” (…) يحرص متعهدو الاتصال السمعي – البصري في البرامج ذات الصلة بالصحة على ما يلي: (…) عدم تقديم المتدخلين في هذه البرامج لوصفات علاجية للأشخاص الذين يتصلون قصد الاستشارة، ونصحهم بعرض حالتهم على الجهة المختصة(…)”.
وذكر البلاغ بأنه سبق للمجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري، توجيه لفت انتباه بتاريخ 09 يناير الماضي لشركة ” إم.إف.إم إذاعة وتلفزة ” بخصوص نفس البرنامج وبشأن حالات مشابهة.
وقد تم تداول هذا القرار من طرف المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري خلال جلسته المنعقدة بتاريخ 23 ماي 2019 الماضي، بحضور السيدة لطيفة أخرباش، رئيسة، والسيدات والسادة نرجس الرغاي وجعفر الكنسوسي وعلي البقالي الحسني وعبد القادر الشاوي الوديي وفاطمة برودي وخليل العلمي الإدريسي وبديعة الراضي ومحمد المعزوز، أعضاء.
(و م ع)