أطلع مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء المصري، الخميس، السفراء الأجانب في بلاده على المقابر الجديدة المكتشفة في البر الغربي بمحافظة الأقصر جنوبي البلاد، وذلك في إطار الاحتفال يوم التراث العالمي.
وافتتح مدبولي، بصحبة وزيري الآثار والسياحة، خالد العناني ورانيا المشاط، و21 سفيراً لدول مختلفة، مقبرة “صف”، وهي لشخص يدعى “شد سو جحوتي” أي الإله جحوتي بمنطقة ذراع أبو النجا.
وصرح مدبولي في كلمته خلال الاحتفال أن الاكتشافات الأثرية الجديدة في مصر تضيف للتراث العالمى، وتؤكد أن “أرض مصر ثرية وستعود قريباً لتكون مهد التراث والحضارة”، مضيفاً أن “الرسومات والنقوش على كافة الاكتشافات الاثرية توضح مدى تقدم التكنولوجيات للمصري القديم”.
“شسب”
وتم العثور على مقصورة كاملة من الطوب اللبن والبئر الخاص بها داخل فناء مقبرة “صفّ”، وتعتبر أول مقصورة كاملة يتم العثور عليها بجبانة طيبة، بحسب رئيس المجلس الأعلى للآثار، مصطفى وزيري.
وأوضح وزيري أن البعثة عثرت على 6 مقابر أخرى أسفل فناء المقبرة “صفّ”، ما يمثل المستوى الثاني من المقبرة، إذ تم فتح مقبرة صغيره منها، والخاصة بشخص يدعى “شسب” كان يعمل كاتباً لمخزن الملك.
ونوه إلى العثور على العديد من اللقى الأثرية، بينها مجموعة كبيرة من تماثيل الأوشابتي مختلفة الأحجام والأشكال والمصنوعة من الفيانس الأزرق والخشب، وقناع مجمع من الكارتوناج، وأكثر من 50 ختماً جنائزياً لبعض الأشخاص الذين لم يتم العثور على مقابرهم حتى الان، وفقاً لبيان صادر عن مجلس الوزراء.
“حابي”
كما تم العثور على بردية كاملة مكتوبة بالكتابة الهيراطيقية وملفوفة بخيط من الكتان، فضلا عن عُملة بطلمية من البرونز المخلوط بالنحاس من عصر الملك “بطليموس الثاني”، ومجموعة من الأوستراكات المصنوعة من الفخار، والجزء العلوي لغطاء آنية كانوبية مصنوعة من الحجر الجيري على شكل قرد، يُمثل المعبود “حابي” أحد أبناء حورس الأربعة.
وأضاف “تُمثل المقصورة نموذجاً كاملاً لمقبرة من الطوب اللبن، مقبية ذات فناء صغير من الحجر يتوسطه بئر عميق، كما أثبتت الدراسات الأولية أنّه من الأرجح تأريخ هذه المقصورة لفترة الرعامسة، نظراً لوجود أمثلة مشابهة لها بجبانة دير المدينة”.
في حين صرحت الباحثة الألمانية، فردريكا كامب، المسئولة عن تسجيل المقبرة، أنه يتقدمها فناء كبير للغاية بعرض 55 متراً، يؤدي إلى مقبرة صفّ بها 18 مدخلاً.
الأسرة 17
وبذلك تكون المقبرة أول مقبرة في جبانة طيبة يوجد بها هذا العدد من المداخل، إذ أنّ أقصى عدد وُجد في مقابر الجبانة يصل إلى ما بين 11 أو 13 مدخلاً.
كما أن هذه المقبرة تُعد أول مقبرة من نوعها يكون عدد مداخلها زوجياً وليس فردياً، وفي ركنها الشماليّ بئر يصل عُمقها إلى نحو 11 مترا، وفي ركنها الجنوبيّ يوجد بئر آخر تقريباً على ذات العمق.
وأشارت الباحثة إلى أن المقبرة معمارياً ترجع لعصر الأسرة 17، وأعيد استخدامها في بداية الأسرة 18 حتى عصر الملكة “حتشبسوت”.
وتابعت أنّه يوجد نموذجان من المقابر في جبانة طيبة تماثل هذه المقبرة معمارياً، وأيضاً من خلال المناظر المسجلة عليهما وهما: (TT81- K-150-) وترجعان لعصر الملك “تحتمس الأول”، مُرجحة أنّ يكون صاحب هذه المقبرة قد خدم في فترة حكم الملك “تحتمس الأول”.
رمسيس الثاني
ومن المقرر أن يتم إزاحة الستار عن تمثال يعود للفرعون رمسيس الثاني بعد ترميمه وإعادة تنصيبه بمعبد الأقصر.
كما يشارك الوفد الرسمي الجمعة في افتتاح معبد الآوبت بعد ترميمه في إطار جولة في معابد الكرنك، والذي يقع على المحور الجنوبي من معبد امون-رع بالكرنك.