قالت السيدة كريمة بنيعيش سفيرة المغرب في إسبانيا إن الزيارة الرسمية التي قام بها قداسة البابا فرنسيس إلى المغرب بدعوة من أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس شكلت فرصة جديدة لإبراز خصوصية وتفرد النموذج المغربي في دعم وتعزيز قيم التعايش والتسامح والعيش المشترك.
وأكدت السيدة كريمة بنيعيش في مقال رأي نشرته صحيفة ( أ بي سي ) الإسبانية أمس الاثنين على موقعها على شبكة الأنترنت أن هذه الزيارة جاءت ك ” التفاتة رمزية ” حيث ” اللقاء بين سلطتين دينيتين متميزتين ومهمتين “.
وأضافت أن هذه الزيارة الرسمية لقداسة البابا فرنسيس إلى المغرب تعد الثانية التي يقوم بها الحبر الأعظم إلى المملكة بعد الزيارة التي قام بها البابا يوحنا بولس الثاني في عام 1985 والتي كانت بدورها الزيارة الأولى من نوعها إلى بلد مسلم مشيرة إلى العلاقات التي تجمع بين الفاتيكان والمغرب ” الذي له تقاليد عريقة ترتكز على قيم الانفتاح والتسامح والتعايش والتعددية الثقافية “.
وقالت سفيرة المغرب في إسبانيا ” رغم مرور أكثر من ثلاثة عقود تفصل بين زيارة البابا يوحنا بولس الثاني والبابا فرنسيس فإن الإرادة هي نفسها وهي التأكيد على أنه لا يمكننا أن نتغلب على اختلافاتنا ونبني عالما أفضل وأكثر عدلا وأن نعيش في سلام وتفاهم إلا من خلال توطيد أواصر التعايش والتفاهم والحوار الصادق بين الأديان “.
وأكدت أن هذا ” هو ما أظهرته السلطتان الدينيتان خلال هذه الزيارة وبالتالي يتعين علينا أن نسير على نهجيهما على أساس رؤية للعالم ترتكز على قيم التعايش والانفتاح على الآخر ” .
وأشارت إلى أنه في ظل الظرفية العالمية الحالية الموسومة بالمد الإرهابي والتعصب والعنصرية وكراهية الأجانب فإن هذا اللقاء التاريخي يشكل بدون أدنى شك بارقة أمل على طريق بناء مجتمع عالمي يكون فيه الدين أداة للوحدة والتقارب والازدهار وليس أداة للمواجهة بين الشعوب .
وأكدت سفيرة المغرب بإسبانيا أن هذه الزيارة شكلت أيضا مناسبة لتجديد التأكيد على أن المغرب ينافح تحت القيادة الرشيدة لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس على الإسلام المنفتح والمتسامح الذي هو الجوهر الحقيقي للدين.