ونشرت مجلة “نيوزويك” الأمريكية تقريرا حول ما وصفته من المسؤول عن نقل الصراع إلى المشاعر المقدسة في موسم الحج، رغم محاولات كل الأطراف إظهار أن الأزمة ترجع إلى الطرف الآخر. وكانت المملكة قد أعلنت قبل فترة تخفيف كافة القيود المفروضة على الحجاج القطريين من أجل دخول البلاد، بعد اتهامات وجهت لها بفرضها الوصاية على المدينتين المقدستين “مكة المكرمة”، و”المدينة المنورة”.
وأعلنت السعودية فتحها معبر “سلوى” البري مع قطر، وإرسالها طائرات سعودية خاصة لنقل الحجاج القطريين على النفقة الخاصة للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.
اتهامات متبادلة
ورغم بدء وصول الحجاج القطريين إلى الشعائر المقدسة، إلا أن الدوحة اتهمت السعودية بتعمد جعل حجاجها يحصلون على تصاريح للذهاب إلى مكة المكرمة، وهو ما وصفته بأنه محاولة لاستخدام موسم الحج للضغط السياسي على قطر. ولكن الرياض أعلنت أن الحجاج القطريين يمكنهم الذهاب إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة من دون أي عائق من قبل المملكة.
وزعمت المجلة الأمريكية أن معظم الحجاج القطريين لم يسافروا إلى الحج، بسبب المخاوف السياسية المرتبطة بالحج في هذا العام. ونقلت “نيوزويك” عن مهندس مدني قطري، يدعى محمد، فضل عدم الكشف عن اسمه الثاني: “هناك حرب كراهية بين الجانبين، لن أشعر بالراحة عند عرض جواز سفري على أي فندق أو مكان آخر في السعودية، لذلك قررت عدم الحج هذا العام”.
ونفت السعودية تلك التقارير، وقالت إن أكثر من 400 حاج من قطر دخلوا عبر معبر “سلوى” الحدودي، كما أشارت إلى أنه مصرح بدخول 1200 حاج قطري هذا العام، وفق نظام الحصص السنوية، الذي تديره المملكة للحج كل عام على كافة الدول الإسلامية.
ولكن المجلة الأمريكية عادت وقالت إن كثيرا من الحجاج القطريين يرفضون أن يكونوا بيادق في الصراع السياسي الدائر ما بين قطر والسعودية. ونقلت المجلة عن أحمد الرمحي، طالب دراسات إسلامية في جامعة قطر، يبلغ من العمر 31 عاما، قوله “نحن تعبنا من هذا الصراع، بالطبع نريد أن نذهب إلى مكة، ولكن من يجب أن نستمع إليه في هذا الصراع؟”.
المسؤول
أكدت كافة التقارير أن مهندس صفقة دخول الحجاج القطريين، هو الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني، الذي يرجع إلى نسل العائلة المالكة في قطر. وأظهرت تقارير صحفية عديدة لقاء آل ثاني مع الملك سلمان في مقر عطلته في المغرب. وأعرب مسؤولون قطريون عديدون عن شكوكهم في دور عبدالله آل ثاني، والثناء الذي حصل عليه من قبل وسائل الإعلام السعودية.
وأشارت “نيوزويك” إلى أن رجل الأعمال القطري الشهير يعيش في الخارج، وزيارته إلى العاهل السعودي كانت بدافع شخصي أو سياسي من المملكة، وليس لحكومة قطر أي علاقة بما تم الاتفاق عليه.