ودعت الدراسة الأطباء للانتباه لهذا الأمر، خاصة أن إدانتهن قد تؤخر عملية العلاج.
ولكن ماذا بشأن الرجال؟
أظهرت نتائج دراسة سويدية كبيرة أن النساء المصابات بفقدان الشهية العصبي أو الشره، تزيد احتمالات إدانتهن بالسرقة مثل سرقة المتاجر إلى أربعة أمثال مقارنة بنساء لا يعانين من اضطرابات في التغذية.
وقال الباحثون في الدراسة التي نشرت في دورية (انترناشونال جورنال أوف إيتينغ ديس أوردر) إن الأطباء عليهم أن ينتبهوا لهذا الاحتمال المرتفع للانحراف نحو الجريمة لدى النساء المصابات باضطرابات التغذية لأن إدانتهن قد تزيد من الضغوط العصبية والقلق بما يعطل العلاج ويعيق التعافي.
وقالت ديبورا غلاسوفر من المركز الطبي لجامعة كولومبيا في نيويورك والتي لم تشارك في الدراسة لرويترز هيلث عبر البريد الإلكتروني أمس الاثنين إن”النتائج تؤكد على ما كان معروفا من قبل وتوسع نطاقه.
سمات بعينها في الشخصية مثل الاندفاع ووجود اضطرابات نفسية أخرى قد تزيد مخاطر الإصابة بمشكلات أخرى مثل الأنشطة الإجرامية”.
وأوضحت غلاسوفر “ليس هناك أدلة إطلاقا تربط كل اضطرابات التغذية بنوع سلوك محدد لكن اضطرابات التغذية أمراض خطيرة يمكن أن تؤثر على كل جوانب حياة الشخص المصاب بها”.
حوالي مليون سويدية
وقامت شويانغ ياو، وهي باحثة في معهد كارولينسكا في ستوكهولم، وزملاؤها بتحليل بيانات أكثر من 900 ألف سويدية ولدن بين عامي 1979 و1998.
وباستخدام سجلات متعلقة بالصحة وبالجريمة حددوا النساء المصابات باضطرابات تغذية بدءا من سن الخامسة عشرة ونساء تمت إدانتهن بأي جريمة حتى سن الخامسة والثلاثين.
وكانت نحو 11 ألف امرأة منهن مصابات بفقدان الشهية العصبي وما يزيد قليلا فقط عن خمسة آلاف مصابات بالشره.
ومن بين المصابات بفقدان الشهية أدينت نحو 12 بالمئة بالسرقة في الفترة حتى سن الخامسة والثلاثين فيما أدينت سبعة بالمئة منهن بجرائم أخرى.
وبين النساء المصابات بالشره أدينت 18 بالمئة منهن بالسرقة و13 بالمئة بجرائم أخرى.
وبالمقارنة بالنساء غير المصابات باضطرابات التغذية اقتصرت الإدانات بالسرقة بينهن على خمسة بالمئة وبالجرائم الأخرى على ستة بالمئة.
وعندما أخذ الباحثون في الاعتبار اضطرابات أخرى مثل اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط أو اضطرابات الشخصية بين النساء المصابات باضطرابات التغذية وجدوا أن تلك الحالات فسرت بعض السلوك الإجرامي بين النساء المصابات بالشره لكن لم تفسره لدى المصابات بفقدان الشهية.
كما أشار فريق الدراسة إلى أنهم لم تكن لديه معلومات عن دوافع السرقة وما تمت سرقته كما اقتصرت البيانات على النساء اللائي طلبن العلاج من اضطرابات التغذية لديهن فيما الكثير من النساء لا تسعين للعلاج من الأساس.
غير أن الدراسة لم تشر إلى نتائج مشابهة على الرجال، فكما يبدو، اقتصرت الدراسة على النساء فقط.