أكد الرئيس البوركينابي روش مارك كريستيان كابوري، اليوم الخميس 16 مارس بالدار البيضاء، أن السياسات الاقتصادية الإفريقية، يجب أن تسعى مستقبلا لتلبية الاحتياجات الأساسية لساكنة القارة، خاصة الفقراء والمعوزين .
وقال في كلمة، خلال افتتاح النسخة الخامسة للمنتدى الدولي إفريقيا والتنمية، إنه يتعين على أصحاب القرار والسياسيين ورؤساء المقاولات، والشركاء في مجال التنمية، بلورة اختيارات استراتيجية شجاعة تروم ضمان التنمية الاقتصادية، وتكون في مصلحة الجميع ، وذلك بغرض تحقيق سلم حقيقي ومستدام على مستوى القارة الإفريقية وباقي مناطق العالم .
وبالنظر للاحتياجات الكبيرة التي تواجهها القارة الإفريقية في مختلف القطاعات، يضيف الرئيس البوركينابي، فإنه يتعين العمل على تضافر جهود الأفارقة بغية إيجاد حلول جماعية لتلبية هذه الاحتياجات، وهذا يتطلب تعزيز وتسريع دينامية التعاون بين البلدان الإفريقية.
واعتبر الرئيس كابوري، أنه لهذا السبب تحديدا يتعين إنجاز مشروع التبادل الحر على مستوى القارة، من أجل تسريع عملية تنقل الأشخاص والممتلكات .
ومن أجل مواجهة مختلف التحديات التي تواجهها القارة الإفريقية، شدد أيضا على أهمية النهوض بالمقاولات الصغرى والمتوسطة، وتشجيع خلق فرص الشغل بالنسبة للشباب والنساء .
وفي سياق متصل، أشاد الرئيس البوركينابي، بالدينامية التي يشهدها المغرب الذي يعمل على بلورة مبادرات عملية في مجال الاستثمارات المباشرة على مستوى القارة الإفريقية .
وفي معرض تطرقه للوضع الاقتصادي ببوركينا فاسو، أوضح أن بلاده تتوفر على نموذج تنموي طموح، تعكسه مضامين المخطط الوطني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، الذي حظي بدعم “شركائنا التقنيين والماليين”، مشيرا إلى أن هذا المخطط يولي أهمية خاصة للقطاع الخاص.
وأعرب عن قناعته بأن هذا المخطط سيضطلع بدور أساسي في إقامة مشاريع استثمارية مباشرة، من خلال آلية الشراكة بين القطاعين العام والخاص .
وأبرز أن هذا المخطط يتوزع إلى ثلاث محاور أساسية تتمثل في إصلاح المؤسسات وتحديث الإدارة ، وتنمية الرأسمال البشري، وضخ دينامية في مجموعة من القطاعات من أجل الدفع بعجلة الاقتصاد، وخلق فرص الشغل .
ولفت إلى أن هذه الرؤية الاستراتيجية، ستضطلع بدور هام في مسلسل الاندماج الجهوي، مع المساهمة في تعزيز أسس إفريقيا متضامنة ، قادرة على خلق الثروة، وتحسين ظروف عيش الساكنة.
وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس البوركينابي السيد روش مارك كريستيان كابوري، ترأس الجلسة الافتتاحية للنسخة الخامسة للمنتدى الدولي، إفريقيا والتنمية، التي تنظم تحت شعار “النماذج الجديدة للنمو الشامل بإفريقيا”.
ويشارك في هاته التظاهرة، التي ينظمها “نادي إفريقيا للتنمية لمجموعة التجاري وفا بنك”، أزيد من 1500 فاعل اقتصادي ومؤسساتي يمثلون ما يزيد عن 20 دولة افريقية وأجنبية.
وتستضيف هذه الدورة، من القارة الإفريقية، كلا من بوركينا فاسو، وجمهورية الكونغو، والكوت ديفوار، ومصر، ومدغشقر، والسينغال، ورواندا، وتونس .
ويشمل برنامج المنتدى أيضا تقديم مشاريع مهيكلة، ومبادرات لفاعلين اقتصاديين تستهدف المقاولات الإفريقية، علاوة على تسليم الجوائز الخاصة بالتعاون جنوب / جنوب، وكذا الجوائز الخاصة بالشباب المقاول .
ويشكل فضاء لبعث دينامية حقيقية وتفاعلية كبيرة في إطار اللقاءات الثنائية، ورؤية واضحة لبنوك المشاريع الاستثمارية والمخططات الوطنية للتنمية من خلال سوق الاستثمارات.