الكويت: تكريم معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية كأفضل جهة قرآنية بالعالم الإسلامي
أكد وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل أن روسيا جار مهم لأوروبا وقال إن كلاً منهما يحتاج الآخر، وإن التعاون الجيد قدر الإمكان بينهما يفرض نفسه بشكل مُلِح من أجل تحقيق السلام والأمن في أوروبا، “ولكن أيضا من أجل التغلب على كثير من الصراعات الكبيرة في العالم بما في ذلك أيضا البرنامج النووي الإيراني والوضع في سوريا وليبيا وكذلك الوضع في شرق أوكرانيا”. جاء ذلك في لقاء لغابرييل مع وكالة أنباء إنترفاكس الروسية بمناسبة زيارة غابرييل لروسيا اليوم الخميس (التاسع من مارس 2017). كما أكد غابرييل أنه “لا يمكن في الوقت ذاته تجاهل الخلافات في الرأي بين الطرفين في قضايا مهمة”. وأضاف غابرييل: “علينا أن نحاول مرارا وتكرارا أن نتجاوز هذه الخلافات، لن ننجح في ذلك إلا إذا أبقينا على قنوات الحوار فيما بيننا، لذلك فأنا اليوم هنا في موسكو”.
كما شدد غابرييل على ضرورة رعاية العلاقات بين الجانبين على المستوى الشعبي “سواء على الصعيد الاجتماعي أو الثقافي أو الاقتصادي” وتعميقها، وقال إن العام الماضي شهد تزايدا في عدد الشباب المشاركين في برنامج للتبادل الثقافي بين روسيا وألمانيا: “ألا يدل ذلك على أن اهتمامنا بعضنا ببعض لم يتراجع، بل على العكس تماما”. وأشار وزير الخارجية الألماني إلى ضرورة أن يعمل صناع القرار السياسي على جمع أبناء الأجيال المقبلة في البلدين بعضهم ببعض. ومتحدثا عن العقوبات الأوروبية على روسيا جراء ضمها شبه جزيرة القرم الأوكرانية أوضح غابرييل أن “العقوبات ليست هدفا في ذاتها” بل “تطبيقا جوهريا لاتفاقات مينسك الرامية للتوصل لحل سلمي للصراع في أوكرانيا”.
وقال إنه يتمنى أن يحدث تقدم في تطبيق هذه الاتفاقات “.. لكي نستطيع التحدث بعد ذلك عن تخفيف العقوبات” مضيفا: “ولكن الحقيقة هي أن ذلك لم يحدث حتى الآن”. وعبر غابرييل عن أمله في أن يلتزم كل من الأوكرانيين والمسلحين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا باتفاقات وقف إطلاق النار وسحب الأسلحة الثقيلة من مناطق المواجهة “…حتى لا يعاني الناس في الجانبين من العمليات العسكرية”. وشدد غابرييل على ضرورة التوسع في المساعدات الإنسانية “وبدلا من ذلك فإن المراقبين المحايدين بمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا أكدوا حدوث خروقات متكررة لوقف إطلاق النار”.
وكان وزير الخارجية الألماني قد أعرب عن تأييده لاتخاذ خطوات جديدة لنزع التسلح بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (ناتو).وتابع غابرييل في حواره مع إنترفاكس أنه لهذ السبب فإنه يرى أن مجلس الناتو-روسيا ينبغي أن يعاود عقد اجتماعات بشكل مستمر، وأكد على ضرورة اتخاذ إجراءات ” لتقليص المخاطر في منطقة بحر البلطيق”. وكان الناتو قد علق عقد اجتماعات المجلس لمدة أكثر من عامين، بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014 وفق استفتاء أجري بها. وأدان غابرييل إقامة أنظمة صواريخ إسكندر للدفاع الجوي في جيب كاليننغراد الروسي على بحر البلطيق، حيث يمكن لهذه الصواريخ أن تحمل رؤوسا نووية، ورأى غابرييل أن التمركز الدائم لهذه الأنظمة “سيكون مدعاة للقلق الكبير وانتكاسة بالنسبة لأمن أوروبا”.
في الوقت نفسه، دافع غابرييل عن إرسال كتائب تابعة للناتو إلى دول البلطيق، مشيرا إلى أن القدرة العسكرية على الجانب الروسي أكبر كثيرا، وقال غابرييل: “يوجد في شرق أوروبا شعور منتشر بعدم الأمان منذ السلوك الروسي في أوكرانيا، ونحن مضطرون أن نأخذ هذا الأمر مأخذ الجد”. ومن المنتظر أن يلتقي غابرييل في موسكو نظيره الروسي سيرغي لافروف والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.