خلال السنوات الثلاث التي قضاها في بايرن عُرف غوارديولا بقدراته كمدرب، ولكن أيضا بوجود نقص في تعامله مع اللاعبين والصحفيين. حاليا يبدو أن هذا الطباع قد تغير مع وجوده في الدوري الانكليزي، خاصة في علاقاته الإنسانية.
عندما يدور الحديث في أروقة النادي البافاري حول قدرات المدرب الاسباني بيب غوارديولا، فالغالبية تجمع على أنه مدرب قدير. لكن الأمر يختلف عند الحديث عن طريقة تعامله مع الأخرين. فكثيرا ما وجهت إليه انتقادات بسبب ذلك، بل إن الكثيرين يرون أنه بحاجة ماسة لاستدارك ذلك النقص. والملفت للنظر هوأن غوارديولا الذي عرفه الألمان بقسوة تعامله مع الأخرين يبدو الآن بشكل مختلف في انكلترا. فغوارديولا حاليا بالنسبة للانكليز مدرب ممتاز وقدوة في التعامل الانساني مع الأخرين.
والسبب في ذلك يعود إلى المشهد الذي أظهره غوارديولا في نهاية مباراة فريقه ما نشستر سيتي أمام بورنموث في الجولة الـ25 من منافسات الدوري الانكليزي (البريميرليغ) . انتهت تلك المباراة بفوز فريق مانشتر سيتي بهدفين نظيفين. لكن وبعد انتهاء المباراة توجه المدرب الاسباني إلى هاري أرتير لاعب خط الوسط في فريق بورنموث، حيث تم ذلك بشكل مثير للإنتباه. فماهو السبب؟
التفاتة إنسانية
والملفت للنظر أن عدسات الكاميرات في الملعب لم تخف مشهدا صارخا بعد نهاية مباراة مانشستر سيتي وبرونموث: إذ ظهر غوارديولا وهو يعانق لاعب الفريق المنافس ويقول له “يؤسفني ما حدث آنذاك وأتمنى لك كل التوفيق”.
بالطبع، أثار هذا المشهد اهتمام مشجعي فريق بورنموث ولاعبي الفريق. ونشر النادي تغريدة للاعب أرتير يتحدث فيها عن لفتة غوارديولا الإنسانية ويقول “أعرب غوارديولا عن أطيب متمنياته لي ولشريكتي، إنه شعور لايصدق”.
حتى في تعامله مع الصحفيين!
ولدى سؤال غوارديولا عن دوافع ذلك، أجاب “قريبا سيصبح أبا. لذلك هنأته وشريكته لأنني أعرف قصته الماضية، وأتمنى أن يكون الطفل في هذه المرة على أحسن ما يرام”
الانتقاد الموجه لغوارديولا في بايرن ميونخ سابقا لم يقتصر على تعامله مع لاعبيه، بل أيضا بسبب تعامله مع الصحفيين، فغوارديولا معروف بعدم تجاوبه معهم. ويبدوأن الأجواء الانكليزية غيرت من طباع غوارديولا.
في عموده على موقع”بيلد” الألماني، كتب المحرر الرياضي الألماني رايموند هينكو أن غوارديولا اتصل به من انكلترا شخصيا ليشكره على مقالة كان قد نشرها مؤخرا وتضمنت: ” منتقدو الكرة الانكليز أيضا لم يتمكنوا من إدراك أسلوب غوارديولا الكروي” وملاحظا أن الصحفيين الألمان لم يتعودوا على أسلوب تعامل غوارديولا طيلة السنوات الثلاثة التي قضاها في ميونخ.