قبل شهر تقريبا، أعلن في المملكة العربية السعودية عن اعتقال فتاة على خلفية نشرها صوراً لها على موقع تويتر تُظهرها بدون حجاب في مكان عام بالمملكة، القضية أثارت ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، لكنها طويت باعتبار الخصوصية “الدينية والاجتماعية” للسعودية، لكن لم يطو معها النقاش الدائر حول حق المرأة في ارتداء “ما تراه” مناسبا وملائما لها، حتى لو كان الأمر خروجا عن “الدين”، وإلا وجب فرض الصلاة واعتقال المواطنين ممن لا يتوجهون نحو المساجد لأداء الواجب الديني لحظة رفع الأذان.
وقبل أزيد من أسبوع تقريبا، انتشر فيديو لفتاة سورية تناولته العديد من المواقع المغربية والعربية تحت عنوان “لاجئة سورية تنزع الحجاب على الهواء مباشرة”، رآه البعض رد فعل “طبيعي” للأوضاع التي يعيشها السوريون في مختلف البلدان التي لجأوا إليها بسبب الثورة، مقابل ذلك، ظهرت “كائنات بشرية” متقمصة صفة الملائكة واعتبرت ما قامت به “جود” مساسا بالدِّين وتهييجا للرأي العام ومسا بالمقدسات.
فمن تكون هذه الفتاة؟
لا شك أن الكثيرين في المغرب لا يعرفون من هي “جود عقاد”، واكتفوا بمشاهدة الفيديو الخاص بها ودونوا تعليقاتهم كباقي “المواطنين العرب المسلمين”، بكثير من الغيرة عن الدين وكثير من السب والشتم والقذف الذي ينبذه الدين أيضا !!
حاولنا في موقع “أكورا” الوصول إلى صاحبة الفيديو، وهي ناشطة سورية، اختارت حسابها على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، للتعبير من خلاله عن مواقفها وآرائها، فكان قرارها بعرض الفيديو “الشهير” هو إخبار متتبعيها أنها “لم تعد محجبة”، دون أن تكون لها نية خلق “البوز” أو البحث عن الشهرة، حسب حديثها لــ “أكورا”، خاصة وأنها قررت التخلي عن الحجاب قبل عرض الفيديو، فكانت أمام أمرين إما أن تغير صورتها الشخصية وتضع واحدة بدون حجاب وتترك الباب مفتوحا للتأويلات أو تتخذ خطوة تشرح من خلالها سبب نزعها الحجاب، وهو ما قامت به حيث رأت “ظهورها على الفيديو ضروريا”.
إلى ذلك، وصفت “جود عقاد” المتفاعلين مع الفيديو بطريقة سلبية بــ “السطحيين”، خاصة وأن ردودا عدة كان مبالغا فيها، وصلت إلى حد تنصيب البعض نفسه وصيا على الدين وعلى علاقة العبد بربه.
المثير في الفيديو الذي خلق ضجة واسعة، هو أن الناشطة السورية أعلنت من خلاله قرار نزعها الحجاب بعد أن روت تفاصيل قصتها من قبل حين نزعت النقاب أيضا، محتفظة بالاحترام التام لهذا اللباس الذي ترتديه نساء من عائلتها حسب قولها.
الفيديو الذي أثار الجدل: