وفي هذا الكتاب ، يحلل الكاتب خاصة الاستراتيجيات التي طورتها فرنسا ، ويسلط الضوء على وجه الخصوص على رؤية الماريشال اليوطي في فترة إدارة “جبهة السلام” (التي استخدمت العديد من الأطباء البيطريين) ، إذ كانت تقوم بموازاة تدبير العمليات العسكرية تشرك الأطباء البيطريين الفرنسيين في توريد الخيول والحصول على معلومات من قبل المربين للثروة الحيوانية ، وفي التنمية الريفية.
وفي هذا الصدد ابرز المسؤوليات التي كان يمكن أن يمارسها الأطباء البيطريون لفائدة المواطنين كالوقاية ومراقبة الأمراض الحيوانية الخطيرة التي كانت تقضي على الماشية ، وبرامج البحث العلمي لتكييف أساليب مكافة الأمراض ، وبرامج علاج الحيوانات، وبرامج تربية وتحسين السلالات المحلية ، وممارسات تربية الماشية، وإحداث مزارع للخيول الوطنية، وتطوير الصناعات الزراعية ، ومراقبة سلامة الأغذية ومراقبة الواردات والصادرات للمنتوجات ذات الأصل الحيواني. وعبر السيد حسيني في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، عن تأثره العميق بهذه الجائزة التي شرفت ” الطب البيطري في المغرب بجميع مكوناته”.
وأضاف أن هذا التميز يعكس المستوى الذي وصل إليه الطب البيطري في المغرب، موضحا أن العمل الذي حظي بهذا التميز هو ثمرة خمسة عشر سنة من البحث ويهتم بالأطباء البيطريين الذين عملوا في المغرب تحت الحماية الفرنسية. وقال إن هذا الكتاب يتيح للقارئ أن يعرف جزءا من تاريخ الطب البيطري في المغرب. من جانبه، قال السيد كلود ميلو، وهو عضو في أكاديمية الطب البيطري بفرنسا إن جائزة الكسندر ليوطار منحت لهذا الكتاب لأنه يركز على تاريخ غير معروف والمتعلق بالأطباء البيطريين تحت الحماية الفرنسية. وأكد أن البروفيسور حسيني كشف لمهنة الطب البيطري في فرنسا تاريخا لا تعرفه. جدير بالإشارة إلى أن جائزة الكسندر ليوطار تمنح من قبل الأكاديمية البيطرية في فرنسا لمؤلف دولي يساهم في ثقافة الطب البيطري . للإشارة فإن جمال حسيني هلالي حاصل على شهادة الدكتوراه في الطب البيطري ودكتوراه الدولة في العلوم الزراعية.
وهو حاليا أستاذ الفيزيولوجيا الحيوانية في معهد الحسن الثاني للزراعية والبيطرة ، وقد نشر عدة مقالات تتعلق بمختلف جوانب الفيزيولوجيا الحيوانية في مجلات متخصصة . ويهتم بتاريخ العلوم البيطرية، ونشر عدة دراسات في مجال التاريخ والطب البيطري والتي تم تتويجها بجائزة الأكاديمية البيطرية بفرنسا.