وقال السيد بوريطة، في تصريحات للصحافة عقب الاجتماع الوزاري السابع للمنتدى الدولي لمكافحة الإرهاب الذي ترأسه بشكل مشترك مع وزير الخارجية الهولندي، بيرت كويندرز، إن الأمر يتعلق ب “استراتيجية حققت نتائج بالمغرب، وتحظى باعتراف دولي واسع، ورئاسة المغرب للمنتدى الدولي لمكافحة الإرهاب وسيلة من أجل استلهام هذه التجربة والاستفادة من عمل المغرب في هذا المجال”.
وذكر السيد بوريطة بأن “المغرب عرف، بفضل توجيهات جلالة الملك محمد السادس، كيف يطور مقاربة خاصة في مجال مكافحة الإرهاب”، معتبرا أن هذه المقاربة لا تنحصر فقط في رد الفعل، بل تشمل أيضا الوقاية.
وأضاف في السياق ذاته أنها “مقاربة لا تتوقف عند الأبعاد القضائية والأمنية، لكنها تمتد لتشمل الأوجه المرتبطة بإصلاح الحقل الديني ومكافحة الإقصاء والهشاشة والفقر، مع إدراج كل عمل من شأنه أن يعزز الانفتاح الديمقراطي والإصلاحات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية”.
وأشار إلى أن المملكة شددت ضمن المنتدى على أن “كل شخص لا يمكنه الانتصار على الإرهاب لوحده، وأنه دون تشاور ثنائي وتنسيق إقليمي والتزام متعدد الأطراف، فإنه من المستحيل محاربة هذه الظاهرة”، مبرزا أن المغرب أكد أيضا على ضرورة الذهاب للأسباب العميقة للإرهاب من أجل محاربته بشكل أفضل.
وأبرز الوزير أن المغرب أضاف أيضا بعد التنسيق الاقليمي، “أي ما يتعلق بتعزيز التسامح وتفهم حقيقة الدين الإسلامي”، لافتا إلى أنه اليوم “أشارت العديد من الوفود إلى أهمية وقوة الخطاب الملكي ل 20 غشت الماضي، وهذه الدعوة الرامية إلى تشكيل جبهة موجهة بين المسلمين والمسيحيين واليهود لمواجهة منطق الحقد والتطرف والعنف”.
وقال إن الأمر يتعلق ب “رسالة قوية” سواء من حيث المكانة أو المصداقية أو الدور الذي اضطلع به جلالة الملك، أو من حيث قوة فحواها.
ولاحظ أن المملكة تتوفر أيضا على رؤية إفريقية وإقليمية لهذا المشكل.
وبعد أن ذكر بأن سورية والعراق تظلان بؤرتين “ساخنتين جدا”، أشار السيد بوريطة إلى أننا “نلاحظ أن هناك إعادة انتشار للمقاتلين الإرهابيين الأجانب نحو مناطق أخرى، كشمال إفريقيا والساحل”.
وسجل السيد بوريطة، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع السيد كويندرز، عقب اجتماع المنتدى الدولي لمكافحة الإرهاب، أنه “دون هذه المحاربة الرامية إلى تفكيك أدبيات التطرف والحقد، سنكون في حرب ضد الأعراض وليس ضد الفيروس الحقيقي، والمتمثل في تحويل مبادئ الدين عن روحها ونبلها”.