وقف نحو مليوني حاج على صعيد جبل عرفات اليوم الأحد ولجأت السلطات السعودية للمرة الأولى لنشر طائرات بدون طيار للمراقبة في إطار الجهود لتشديد الإجراءات الأمنية تفاديا لتكرار حادث التدافع الذي وقع العام الماضي وسط حرب تصريحات متصاعدة مع إيران.
وفي واحدة من أكبر الكوارث من حيث عدد القتلى التي يشهدها موسم الحج في عقود أسفر حادث التدافع العام الماضي عن مقتل نحو 800 حاج وفقا لما أعلنته الحكومة السعودية وإن كانت إحصاءات قامت بها دول أعيدت لها جثث مواطنيها تظهر أن أكثر من ألفي شخص ربما لاقوا حتفهم بينهم ما يزيد على 400 إيراني. وقالت أم فادي بلباسها الريفي التقليدي وملامحها الصلبة “جئنا من ريف القنية بمحافظة درعا السورية ودعيت الله يرحمنا ويعفو عنا ويفك أزمة سوريا… من كل قلبي بدعي لشعب سوريا ويشيل الغمة عنها.
دعوتي من قلب مخلص وقلب مجروح… والسلام من عند الله.” وقالت الهيئة العامة للإحصاء اليوم الأحد في بيان أن إجمالي عدد الحجاج بلغ (1.862.909) حاجا منهم (1.325.372) حاجا من خارج المملكة، فيما بلغ إجمالي حجاج الداخل (537.537) حاجاً الغالبية العظمى منهم من المقيمين غير السعوديين منهم (207.425) حاجا وفدوا إلى مكة من باقي مدن المملكة و (330.112 ) حاجاً من داخل مكة المكرمة . وبلغ إجمالي الحجاج من غير السعوديين ( 1.692.417 ) حاجاً فيما بلغ إجمالي الحجاج السعوديين ( 170.492 ) حاجا. وشككت السلطات الإيرانية هذا الأسبوع في قدرة السعودية على تنظيم الحج وسط حرب تصريحات متصاعدة بشأن التعامل مع كارثة العام الماضي. وفي تصريحات نقلتها صحيفة عكاظ اليومية المحلية حذر مفتي السعودية إيران من أن أي سياسة تريد تحويل الحج عن مساره غير مقبولة.
ونقلت عنه الصحيفة قوله “أية سياسة تريد تحويل الحج عن مجراه الصحيح مرفوضة في الإسلام وهي سياسة إجرامية.” السيطرة على الحشود ونشرت وكالة الأنباء السعودية تقريرا مطولا استهدفت فيه طهران بالنقد تحت عنوان “إيران .. نظام ملالي ينتهك المحرمات متدثر بعباءة الدين.” وجاء فيه أن 300 حاج إيراني سببوا حادث التدافع العام الماضي حين تحركوا في الاتجاه المعاكس للمسار المحدد لهم ليتحركوا فيه.
وفي آخر تحديثات أخبار الوكالة السعودية تبين أن الوكالة ألغت الإشارة إلى الحجاج الإيرانيين البالغ عددهم 300 من دون شرح أسباب ذلك. وكانت السلطات السعودية قد ذكرت من قبل أن عدم التزام الحجاج بقواعد السيطرة على الحشود مسؤولة بنسبة عن الكارثة لكنها لم تعلن المزيد من التفاصيل. ولم ينته تحقيق في الواقعة بعد. وفي وقت سابق هذا الأسبوع اتهم الزعيم الأعلى الإيراني السلطات السعودية بقتل الحجاج في التدافع.
وردا على ذلك قال مفتي السعودية إن زعماء إيران ليسوا مسلمين. ولم يفد حجاج من إيران لأداء مناسك الحج هذا العام بعد انهيار محادثات بين الرياض وطهران في مايو أيار بشأن ترتيبات الحج. ونشرت السلطات طائرات بدون طيار لتعزيز شبكة للمراقبة الإلكترونية للحشود لتنبيه السلطات بسرعة إذا اقتضت الحاجة.