اعتبر المحلل السياسي مصطفى طوسى في مقال نشر اليوم الاحد بالموقع الفرنسي (أطلس أنفو) أن خطاب جلالة الملك محمد السادس بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، هو في الآن نفسه خطاب “استنتاج ومواجهة “.
وأضاف طوسى في مقاله الذي حمل عنوان ” محمد السادس يحشد ضد التعصب” أن الخطاب الملكي تطرق الى الاسباب والدوافع الكامنة وراء اهتمام المغرب بافريقيا، وطريقته في تدبير أزمة الهجرة، وتشخيصه لمصدر العلل الافريقية،وتصميمه على التصدي لعوامل التطرف والارهاب ، وخداع الشباب والايقاع بهم ودفعهم الى ارتكاب أعمال ارهابية .
وفي ما يتعلق بانخراط واهتمام المغرب بافريقيا، أكد كاتب المقال ان جلالة الملك قدم مجددا تحليلا فريدا ونادرا في زمننا الحالي من خلال الاشارة بشكل واضح الى مسؤولية الاستعمار عن المشاكل التي تعاني منها افريقيا اليوم.
واضاف طوسى انه من أجل تمييز المقاربة المغربية لهذا التوجه،واسباب الاهتمام الكبير الذي يوليه المغرب للفضاء الافريقي، شدد صاحب الجلالة الملك محمد السادس على جانبين هامين يتمثلان في مساهمة المملكة في تحرر وتقدم المواطن الافريقي، وكيفية تدبيرها لازمة الهجرة وخاصة المتعلقة بمواطني افريقيا جنوب الصحراء، مبرزا أوجه القصور في تدبير اشكالية الهجرة ببعض البلدان المتوسطية.
واضاف المحلل السياسي ان المحور الاخر في خطاب جلالة الملك يتمثل في الاهتمام الذي يوليه جلالته لمغاربة الخارج، ومن خلالهم لمسلمي أروبا ،وهو محور يكتسي طابع المواجهة ضد الانحراف والتعصب ، مبرزا ان جلالة الملك حث الجالية المغربية بالمهجر باعتبارها الضحية المباشر للارهاب على مزيد من العزم والتصدي للعقلية المدمرة لبعض اعضائها الذين يتسببون في معاناة كافة المغاربة.
وخلص مصطفى طوسى الى القول ان صاحب الجلالة الملك محمد السادس بوصفه أمير المومنين، يجسد اسلام الوسط والاعتدال والعيش المشترك، قدم أمثلة استنادا الى آيات قرآنية من اجل دحض اطروحات الارهابيين ،والمرجعية التي يبررون بها مشاريعهم التخريبية.