مقتل المدعو «أبي الغرباء» أحد شرعيي تنظيم داعش وزوجته بالغارة الجوية على مساكن النفط المقابلة لدوار النعيم يوم أمس الأول، وأكدت المصادر أن شرعي التنظيم من الجنسية المغربية.
الرقة (سوريا) – كشفت مصادر سورية حقوقية وأخرى رسمية متطابقة، اليوم السبت، عن مقتل المسؤول الشرعي في تنظيم داعش، “أبي الغرباء المغربي”، رفقة زوجته، إثر قصف جوي نفذته قوات التحالف الدولي استهدف مساكن النفط بالقرب من دوار النعيم بالرقة في شمال سوريا.
وفي هدا الصدد فإن مقتل القيادي المغربي في داعش، يأتي في وقت تشدد فيه الولايات المتحدة، المتزعمة للتحالف الدولي الذي يشن غارات جوية على معاقل “داعش” في العراق وسوريا منذ ما يقارب العامين، على أنها قتلت في الأشهر القليلة الماضية أكثر من 100 من القيادات “الداعشية”، مستندة في ذلك إلى ما قالت إنها معلومات استخبارية.
وكان عبد الحق خيام، مدير المكتب المركزي للتحقيقات القضائية، قد صرح بوجود 1354 من المقاتلين المغاربة في صفوف الجماعات الإرهابية، من بينهم 220 معتقلا سابقا، في حين لقي 246 شخصا حتفهم في سوريا و40 في العراق، إلى جانب التحاق 185 سيدة بتنظيم “داعش” مرفقات بـ135 طفلا، فيما يرجح أن يفوق عدد المقاتلين العائدين إلى المغرب 156 شخصا.
من جانبه أكد مصدر عسكري، حسب وكالة «سانا» للأنباء سقوط قتلى ومصابين بين صفوف تنظيم داعش خلال غارات للطيران الحربي السوري على أوكارهم وتجمعاتهم في ريف الرقة الغربي.
وأفاد المصدر بأن سلاح الجو في الجيش «دمر في طلعات جوية نفذها صباح أمس آليات مصفحة ومزودة برشاشات لتنظيم داعش جنوب مدينة الطبقة غرب مدينة الرقة بحوالى 55 كم».
ومن جانب آخر أفادت مصادر معارضة، أن التنظيم سيطر على حاجز «الأبراج» بريف الرقة، عقب معارك عنيفة مع الجيش العربي السوري والقوى الرديفة.
حسب تقارير استخباراتية مغربي، لقد تم إحباط 119 هجوم تفجيري و109 محاولة اغتيال، وسبعة محاولات اختطاف رهائن و41 محاولة سرقة بالعنف.
وقد قرر المغرب أيضا تعزيز ترسانته القانونية ضد الجهاديين، حيث تم في شتنبر 2014 المصادقة على مشروع قانون يتمم ويعدل قانون مناهضة الإرهاب، بحيث تصل العقوبة الحبسية حتى 15 سنة أما الغرامة فتتراوح بين 50 ألف درهم و500 ألف درهم لأي شخص يحاول الالتحاق بمجموعة إسلامية مسلحة. هذا إلى جانب إطلاق المخطط الأمني «حذر» منذ 27 أكتوبر 2015، والذي يهدف إلى حماية المناطق الأكثر حساسية، مثل المطارات والأماكن العامة، وكذا توفير الحماية للمواطنين والأجانب عبر نشر وحدات مشتركة، ففي عملية نادرة، تم دمج الدرك والشرطة والقوات المساعدة، والعملية التي انطلقت من مطار محمد الخامس بالدار البيضاء تم تعميمها على جميع المدن الكبرى بالمملكة.
المقاتلون المغاربة في تنظيم داعش، لديهم نجمتهم. اسمها فتيحة المجاطي أرملة كريم المجاطي عضو القاعدة، الذي سقط في السعودية في أبريل 2005. إنها أيقونة الارهاب بصيغة المؤنث والتي قدمت ولاءها «للخليفة» أبو بكر البغدادي، في فاتح يناير على تويتر، قبل أن تجمع حقائبها متوجهة نحو سوريا لتلتحق بابنها إلياس أحد أعضاء اللجنة الإعلامية داخل تنظيم داعش. هناك تم استقبال فتيحة استقبالا يليق بالأبطال. بعدها استفادت من تكوين عسكري. ويعتقد أنها تزوجت أحد قادة التنظيم. كما أنها مسؤولة عن تكوين وتأطير نساء التنظيم، لدرجة أنها لقبت بأم المومنين. تستقر المجاطي الآن في الرقة عاصمة داعش، وتجمعها علاقات مميزة مع الخليفة المزعوم وأيضا عمر الشيشاني الوزير الأول للتنظيم.