رسالة مفتوحة إلى سفيرة المغرب ببريطانيا
كم كانت فرحتنا معالي السفيرة عند سماع خبر تعيينكم لتمثيل الرباط لدى المملكة المتحدة، حيث كان التعيين تجسيدا لمقولة:”الشّخص المناسب في المكان المناسب”.
نقول هذا ليس من باب التملّق أوالتزلّف، وإنّما لما تتميّزون به عمّن سبقوكم إلى هذا المنصب الحسّاس، فالكلّ يشهد لكم بكفاءات لغويّة عالية، كما أنّكم من القلّة القليلة من الدّبلوماسيّين المغاربة الذين تربطهم علاقات متينة بكبار السّاسة البريطانيين، إلى جانب سبركم لأغوار المجتمع البريطاني.
إلاّ أنّه وبعد مضيّ زهاء السّتّ سنوات على شغركم لمنصب السّفير، واقتراب مرحلة التقييم، فمع الإقرار بالتقدم الملحوظ الذي تعرفه العلاقات المغربية البريطانية، بفضل مجهوداتكم الشخصية، يكاد الكلّ يجمع على تقصير السفارة في حق الجالية وعدم الإستجابة لتطلعاتها.
وما إقدام السفارة المغربية، في شخص الملحق الثقافي، على دعم الحفل المرتقب يوم 28 مارس 2015 الذي ستحييه، لاقدّر الله، صاحبة الأغنية السّيئة الصّيت، الدّاودية، التي أجمع المغاربة على وقاحتها ودونية كلماتها، لخير دليل على مدى إخفاق بعض موظّفي السّفارة، من قبيل الشخص المذكور أعلاه، في الرّقيّ بصورة بلدنا الحبيب ومسايرة تطلعات قائده، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لرعاياه بالمهجر.
كمغاربة حريصين على وطنيّتنا وعلى الإسهام في خدمة الصالح العام، يؤسفنا أن نخبركم بأنّه خلافا لما قد يروَّج له من طرف بعض المنتفعين، الذين ألفوا الإستقواء بمناصبهم واستغلال النفوذ، فإنّ العلاقة بين الجالية والسّفارة تعيش أحلك مراحلها، حيث لم تصل المسافة هذا البعد سابقا.
فمع رحابة صدركم واهتمامكم بشؤون الجالية، تصرّ بعض الجهات في محيط السّفارة بقيادة كلّ من نائب السفير والملحق الثقافي ووكيلتهم في القنصلية، نائبة القنصل العام، تصر هذه الجهات على إبعاد وإقصاء وتهميش الراغبين في الإسهام الفعلي في خدمة الصالح العام، مع التّرويج لأناس أثبتوا للجالية ممّا لايدع مجالا للشّك على حرصهم على الإستغناء والإنتفاع على حساب الجالية والوطن.
إنّنا نكتب هذه الرسالة ليس رغبة في التّشويش أو التّشهير، وإنّما حرصا منّا على عدم تفويت فرصة تواجدكم بالدّيار البريطانية، لتصحيح ما يمكن تصحيحه، لأنّه سيكون من الحيف أن يقحم إسمكم، معالي السّفيرة، ضمن قائمة المسؤولين الحقيقيّين عن إستياء وتذمر الجالية من إخفاقات السّفارة في حق مغاربة بريطانيا.
فكم من ملفّ جدير باطّلاعكم وتدخّلكم لرفع الظلم والحيف على بنات وأبناء الجالية، والإسهام في الحفاظ على لحمة المواطنة الآخدة في التّفكّك، لم يكتب له أن يصل مسامعكم نتيجة سياسة التستّر والتّمييز والتّضليل التّي ألف السالفي الذّكر نهجها.
وكم من مبادرة جمعوية نبيلة تنمّ عن روح الوطنية الصادقة تمّ التشويش على أصحابها وإبعادهم، بل طال البعض منهم التهديد والإعتداء اللفظي والجسدي، وتلفيق التّهم لإبقاء الوضع كما هو عليه، وضمان حماية مصالح المنتفعين، والحيلولة دون مساءلة ومحاسبة المسؤولين اللاّمسؤولين.
إنّه لمن العار والخزي أن يتصفح المواطن صفحة الأنشطة الثقافية على موقع الجمعية البريطانية المغربية ويجد ملصق سهرة الداودية مقدّمة كنموذج فنّي يرقى إلى تمثيل الفنّ المغربي الأصيل. أبهكذا عمل سنحبّب ثقافتنا للجيل الثاني والثالث من مغاربة المهجر، ونجنّبهم التّطرف والإنحراف بكلّ أنواعه؟
ما أحوجنا لملحق ثقافي يجالسنا ويتباحث معنا سبل تعزيز مقوّمات ثقافتنا والحفاظ عليها في شكلها الأسمى. إنّ ما يحدث الآن هو تكريس للصّور النمطيّة عن المهاجر التّي تكوّنت عند العديد من المحسوبين على الدبلوماسية.
كان بودّنا مراسلة مكتبكم مباشرة، ولكن بعد إعتراض مراسلاتنا السابقة، ومنعنا من حضور لقاءات تواصلية، مستغلّين عدم إدراج بريد السفير الإلكتروني على موقع السفارة كما هو معمول به لدى كل سفارات العالم، كان لزاما أن نبعث برسالة مفتوحة.
وتقبلوا منّا جزيل الشّكر والإمتنان وأدامكم الله في خدمة الصالح العام.