الكويت: تكريم معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية كأفضل جهة قرآنية بالعالم الإسلامي
اسم جديد ينضم الى سجل ضحايا العنف الأسري هو اسم نسرين روحانا، التي احتفلت بعيد مولدها السادس والثلاثين في 14 تشرين الثاني الجاري، وقتلت في 25 منه بوحشية على يد زوجها جان ديب، الذي خطفها من أمام مجمّع ABC في الاشرفية.
لم تكن الجريمة وليدة مشكلات جديدة بين الزوجين، بل بعد معاناة عاشتها نسرين أكثر من 15 سنة، مع رجل مدمن وعنيف وغير مسؤول، كانت تزوجت قبل عشرين عاماً من جان ديب، وانجبت منه فتاة (12 سنة) وصبياً (7 سنوات)، وعانت الأمرين منه وقبل ان تخرج من صمتها في أيار الماضي وتلجأ الى حضن والدها.
"يراقبنا منذ مدة"
يروي والد الضحية جوزف روحانا لـ"النهار" مأساة ابنته مع زوجها الذي تحول جلادها وقاتلها، ويقول: "من خلال التحقيقات، اعترف بأنه كان يراقب تحركاتي وابنتي منذ حوالى الشهر، فرآني عندما تركت عملي ووصلت الى المنزل تمام التاسعة والنصف صباحاً لاعطي ابنتي السيارة لتذهب الى عملها، في حين أخذت سيارتها بداعي التمويه تخوفاً منه، فسبقها الى الاشرفية. في هذا الوقت أخذت نسرين السيارة واصطحبت صديقتها الى العمل، ما أن وصلت وترجّلت منها، حتى ركض نحوها وسلبها حقيبتها وهدّدها بمسدس، فاستقلت سيارته وفي الاثناء هربت صديقتها وأبلغت رجال الأمن لكنهم وصلوا متأخرين، فاستمعوا الى أقوالها، واتصلوا بي".
هكذا وقعت الجريمة
ويسرد الوالد المفجوع تفاصيل الجريمة، يقول: "أخذها الى منطقة نهر ابرهيم، هناك حاولت ابنتي الهرب من السيارة لكنها لم تستطع، اذ شدها من قدميها، واطلق النار فأصابها في كتفها ثم في عينها وشوهها، ورماها في النهر".
اضاف سأتهم والدته أيضاً لأنها علمت بنيته القتل قبل حدوثه ولم تحاول ثنيه او التبليغ عن الأمر".
معاناة طويلة
علم الوالد بالمشكلات بين ابنته وزوجها في أيار الماضي، عندما ضربها الزوج وطردها من المنزل، فلجأت اليه، ويقول: "إدعينا عليه في المخفر، علماً انها لم تصل الى هذه المرحلة إلا بعدما رأت منه الأهوال. اصدروا بحقه مذكرة بحث وتحر، لكنه هرب الى مكان مجهول (مستيتا – جبيل) وأخذ الولدين ووالدته معه، ولاحقاً علمنا انه كان يرسل الولدين ليستدينا المال من الناس ليصرف على نفسه، فهو عاطل عن العمل، وكانت ابنتي تصرف عليه. بعد ذلك استطعنا الحصول على قرار حماية ونفقة لابنتي، وأخذت حق رعاية الولدين، على أن يخضع هو لجلسات علاج من الادمان".
ويتابع الوالد: "في 25 أيار الماضي عنّفها وضربها وطردها من المنزل، بعدما هددها بالسكين واخذ راتبها الشهري وشتمها. كان يتعاطى المخدرات في المنزل أمامها ومن دون أن يراه الولدان، لكنه كان يسيطر عليها. ثم لجأت الينا، فصرنا نرافقها في تحركاتها بسبب التهديدات التي كانت تتلقاها منه، هددها بحياتها وحياتنا وحياة الولدين. بلغنا القوى الأمنية لكنهم لم يأخذوا التهديدات على محمل الجد، الى حين ارتكب جريمته".
اجراءات قانونية
يقول المحامي جورج أبي راشد، وكيل الضحية، لـ"النهار": هناك خلافات قديمة بين نسرين وزوجها. بدأت الفصول الأخيرة منها قبل سبعة أشهر، عندما شهر سكيناً في وجهها وضربها وهددها بالقتل، فتركت البيت ولجأت الى والدها، ولدينا تقرير من الطبيب الشرعي عن حالتها، وقد رفعت شكوى جزائية في حقه وبدأت بملاحقته قضائياً، وأخذنا قراراً من قاضي الأمور المستعجلة بحمايتها واعطائها الحق في رعاية الولدين. وعندما ذهبنا لتنفيذ القرار وجلبهما، ضغط عليهما ومنعنا من تسلمهما، (أول من أمس) تبلغت بخبر خطفها، فقدمنا شكوى أمام فصيلة الاشرفية، وأخذنا الاجراءات القانونية، لأفاجأ باتصال لاحق يعلمونني فيه بوفاتها".
ويتابع أبي راشد: "تحدثت نسرين قبل ثلاثة ايام عن تهديد زوجها لها، لكنها لم تشك لحظة بأنه سيقتلها، ورفعنا دعوى جزائية بحقه فهرب ولم يقدّم إفادته، وحدد القاضي المنفرد الجزائي في الجديدة يوم الثاني من كانون الأول المقبل موعداً للجلسة بعدما ادعى عليه المدعي العام، وأظن أنه قتلها عندما تبلغ بالموعد".
ويقول أبي راشد إن الزوج اعترف خلال التحقيقات، وهو موقوف في مخفر غزير – كسروان على أن ينقل لاحقاً الى بعبدا، والمتوقع ان يحول الملف على النيابة العامة لتطلع عليه وتأخذ الاجراءات اللازمة، قبل إحالته الى قاضي التحقيق وبعدها الى محكمة الجنايات".