في حوار خص به اليومية البريطانية واسعة الانتشار The Guardian، تحدث عبد السلام الصديقي عن تحديات تشغيل الشباب بالمغرب مشيرا إلى أنه يعتبر سياسة شاملة ” لكن الوضعية جد مقلقة بشمال إفريقيا التي تتوفر على أحد أعلى مستويات البطالة بالعالم، كما أن الشباب يتأثرون بالتشغيل غير المهيكل”، مشيرا إلى أن أربعة شبان من أصل خمسة بالمغرب عاطلون تتراوح أعمارهم بين 15 و34 سنة، قبل أن يضيف أن مستوى البطالة تدنى خلال العقد الأخير.
وعن أسباب ارتفاعها بالمغرب، يقول عبد السلام الصديقي ليومية “الغارديان” إن “البطالة مشكل هيكلي تتسبب فيه العديد من العوامل، حيث أن ارتفاع عدد السكان يفوق قدرة الاقتصاد على خلق فرض شغل، كما أن هناك نقصا في فرص الشغل الكريم بالقطاع الخاص، إضافة إلى أن عدم تماشي الكفاءات التي يقدمها النظام التعليمي مع متطلبات العصر مشكل يعيق وصول الشبان إلى سوق العمل.”
وفي رده على سؤال حول توقعاته، يقول وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية ” تسبب النقص في الوصول إلى سوق العمل في ارتفاع نسبة الفقر واللامساواة رغم الدور الكبير الذي تلعبه الخدمات الاجتماعية. هذا، ويبقى أسوأ تأثير للبطالة هو فقدان الرأسمال البشري، وذلك قبل الحديث عن احتمال ظهور حركات احتجاجية.
وعن الحلول الممكنة لتجاوز هذه الأزمة، صرّح عبد السلام الصديقي لليومية البريطانية قائلا “سيكون توفير فرص الشغل للشباب خلال العشر سنوات القادمة أولوية بالنسبة للمغرب ودول شمال إفريقيا. يجب القيام بمجهودات لمنح الشباب فرصة المشاركة في اقتصاد المغرب ومجتمعه. وتضم هذه الجهود كلا من السياسات المشجعة على تطور الاقتصاد وإعادة هيكلة النظام التعليمي لتحسين الكفاءات الأساسية، ووضع وتطوير برامج مقاولاتية لصالح الشباب وتطوير سياسات الشغل.
ويضيف وير التشغيل والشؤون الاجتماعية في نهاية الحوار “يجب على الشركات الكبرى أن تساعد المدارس ومعاهد التكوين على ضبط برامجها مع الطلب المتزايد للاقتصاد، كما يجب عليها أن تنخرط في برامج التكوين المهني. إضافة إلى ذلك، تحظى المنظمات الشبابية بدور مهم، حيث من شأنها أن تساعد على تحديد وتجريب ووضع الأفكار الشبابية والمقاربات الإبداعية.”.