بما أنه لا يمكن لأي دولة الانتقال من مرتبة إلى أخرى بين عشية وضحاها، وإنما، كما قال جلالة الملك، باستثمار التطورات الإيجابية التي راكمتها عبر تاريخها. فإن المغرب – يضيف جلالته- يشكل نموذجا لهذه التراكمات. حيث استطاع في ظرف 15 سنة الأخيرة ترسيخ مساره الديمقراطي وتوطيد دعائم نموذج تنموي، مندمج ومستدام، يقوم على المزاوجة بين المشاريع الهيكلية، والنهوض بالتنمية البشرية والمستدامة.
و بنبرة متفائلة يؤكد جلالته على أن المغرب قادر على تحقيق تطلعاته في التنمية و التقدم طالما ان “المغاربة شعب طموح يتطلع دائما لبلوغ أعلى الدرجات، التي وصلت إليها الدول المتقدمة. وهذا الطموح ليس مجرد حلم، ولا يأتي من فراغ، وإنما يستند إلى الواقع، وما حققه المغرب من منجزات ملموسة، في مساره الديمقراطي والتنموي”.
وأضاف جلالة الملك أن: “كسب رهان اللحاق بركب الدول الصاعدة ليس مستحيلا، وإن كان ينطوي على صعوبات وتحديات كثيرة.
والمغرب، ولله الحمد، يتوفر على جميع المؤهلات، لرفع هذه التحديات. وفي مقدمتها شبابه، الواعي والمسؤول. ولنا اليقين، بأن شبابنا وشاباتنا قادرون، بما يتحلون به من روح الوطنية، ومن قيم المواطنة الإيجابية، ولما يتوفرون عليه، من عبقرية خلاقة، على النهوض بتنمية بلادهم، ورفع تحديات دخولها نادي الدول الصاعدة. وبذلك نواصل جميعا حمل مشعل الثورة المتجددة للملك والشعب، في تلاحم وثيق بين مكونات الأمة”.