وزير الخارجية الفرنسي الأسبق: وحده المغرب سلم من أوهام “الربيع العربي” ونموذجه ناجح

يرى الدبلوماسي الفرنسي هوبرت فيدرين، الذي شغل منصب وزير الخارجية منذ 1997 إلى غاية 2002،أن فرنسا لم تورط نفسها حين تدخلت في كل من مالي وإفريقيا الوسطى، كما تحدث الناطق الرسمي السابق باسم حكومة فرانسوا ميتران ومستشار هذا الأخير، في هذا الحوار الذي خص به موقع “كورس ماتان” عن القضية الفلسطينية وإيران والربيع العربي…وإليكم ترجمة لمقتطفات من هذا الحوار الشيق.

هل ترى أن عودة العنف في ليبيا تعني أن التدخل الذي تم قبل ثلاث سنوات لم يكن في محلّه؟

كان من الصعب وقتها عدم الاستجابة لدعوة الجامعة العربية، خصوصا أن الصين وروسيا لم تطبّقا حق “الفيتو”. هل كان من الممكن للتدخل أن يكون محدودا وبأقل المساوئ اليوم؟ أجل، لكن القذافي رفض جميع اقتراحات التسوية. والآن، فإن الفوضى التي يعيشها الجنوب الليبي صارت مشكلا جهويا خطيرا بالنسبة للدول الجارة وأوروبا.

لعل ما قلته يدفعنا إلى التساؤل: هل ستعيش سوريا نفس المصير في حال الإطاحة بنظام بشار الأسد؟

كانت هناك العديد من الأوهام خلال بداية ما تمت تسميته “الربيع العربي”، مع العلم أن الديمقراطية لا تحل بين ليلة وضحاها. وباستثناء النموذجين الناجحين، وأتحدث هنا عن المغرب وتونس، فإن باقي البلدان تعيش سواء نفس الوضع السابق أو على إيقاع الحرب الأهلية أو الفوضى.

كيف يمكن وقف تصاعد وتيرة العنف في قطاع غزة؟

الوضع في غزة هو نتاج لعدم التوصل إلى حل للمشكل الفلسطيني، حيث يحاول اليمين الإسرائيلي، منذ مدة طويلة وعلى عكس الجهة المسالمة، أن يُظهر أنه قد تم تجاوز المشكل الفلسطيني. لكن الواقع يفرض أنه لن يتم تجاوز هذا المشكل إلا في حال التوصل إلى تسوية. يمكن أن تخفّض الغارات الإسرائيلية من عدم الاستقرار في البلد، لكنه يجب على الحكومة الإسرائيلية التي ترغب في حماية مواطنيها أن تعالج أسباب عدم الاستقرار، والتي يبقى على رأسها غياب الدولة الفلسطينية.

لكن، هل يمكن أن تتعايش دولة فلسطينية فقيرة مع دولة غنية ومتقدمة تكنولوجيا؟

تم تضييع العديد من الفرص خلال فترة  إسحاق رابين وياسر عرفات، بل وحتى خلال فترة أرييل شارون حين غادر حزب الليكود وقرر، بصفة فردية، الانسحاب من قطاع غزة، وهو ما كان سيحول دون فوز حماس بالانتخابات. اليوم، صارت الأمور أكثر تعقيدا وصار يتطلب حل هذا النزاع تجاوز حائط الصد الذي تمثله المستوطنات والمتشددون في إسرائيل. وعلى الجانب الفلسطيني، فإن الأمر يتعلق بفرض النظام في جميع الميادين وإعادة البناء، وهذا مسار جد طويل.

ألا ترى أن قطر تمارس نوعا من النفاق من خلال تمويلها لحركة “حماس” والاستثمار، في نفس الوقت، بفرنسا؟

هناك فارق كبير بين المشاعر التي يحس بها الغربيون فيما يتعلق بمسؤولياتنا ووسائل الضغط التي نتوفر عليها حقيقة، فحتى الولايات المتحدة الأمريكية، التي سبق وصنّفتها كدولة عظمى خلال عقد التسعينات لم تتمكن من فرض قانونها، ذلك أن أوباما طلب من نتانياهو وقف مسلسل الاستيطان دون أن يستجيب هذا الأخير لطلب الرئيس الأمريكي. أما في حالة دولة قطر، فإنه لا يمكننا الذهاب أكثر من اللوم لأن الغربيين لم يعودوا يتوفرون على سبل التحكم في مشاعرهم.

ما هو الوجه الحقيقي لإيران؟

هناك صراع داخلي في إيران بين المحافظين وإيران الرئيس روحاني الذي يريد دولة عصرية تلعب فيها المرأة دورا أكثر أهمية في المجتمع، وهذه هي دولة إيران التي ستطغى-يوما ما-على إيران التي يرغب بها المحافظون. وعلى أي، فإن مستقبلا واعدا بانتظار هذا البلد.

هل ورّطت فرنسا نفسها في كل من  إفريقيا الوسطى ومالي ؟

التدخل كان شرعيا لكن لا يمكن لفرنسا، وحدها، أن تتحمل ثقل المشاكل، إذ يجب أن يكون هناك دعم تحت رعاية الأمم المتحدة، لكن الأفارقة لا يتمكنون من ذلك فيما يلعب الأوروبيون دور المتفرج…

في أعين العالم، هل لا زال لفرنسا، بلد الأنوار حقوق الإنسان، ثقلها على الصعيد العالمي أم أنها دخلت متحف التاريخ؟

يحب أن نعلم أن الصورة التي لدى العالم عن فرنسا أحسن بكثير من تلك التي لدى الفرنسيين عن بلدهم، حيث يرى غير الفرنسيين أن فرنسا دولة قوية ذات تأثير دولي عكس الفرنسيين الذين يرونها بعين متشائمة ومخيفة وبدرجة ثقة جد منخفضة، لكن هذا لا يمنع أنه يجب على فرنسا الخروج من النفق الاقتصادي من خلال سن إصلاحات جد عميقة.

Read Previous

حارس المكسيك “الخارق” يختار فريق إسباني !

Read Next

وزارة الداخلية تجري حركة إنتقالية في صفوف رجال السلطة همت حوالي 26 في المائة من مجموعهم