حسن لا يمكنه المكوث في المنزل، فلا هو طالب أنهى دراسته، ولا هو فكانسي يستمتع بالعطلة الرمضانية بين أهله، هو شيفور طاكسي، عليه أن يستيقظ صباحا ليقود سيارته الألمانية العتيقة البيضاء، بحثا عن الزبائن والركاب.
يروي حسن أن اليوم الأول كان صعبا جدا، خاصة لمن يمكث في سيارة لا تتوفر على تكييف طوال 8 ساعات، ويقول “والله العظيم إلا نشفت مع الواحدة ما بقى تيبان ليا والو، وليت تنحلم بالما، وزيد عليها سخونية ديال المسخوطة، الموت صافي”. ويضيف “من يقول العكس فإما أنه لم يفارق سريره، وإما أنه منافق، اليوم الأول كان صعبا للغاية”.
الترمضينة عند حسن تجلت في صعوبة التكيف مع وثيرة العمل، فالحركة في مدينة البيضاء تبدأ متثاقلة في الصباح، وكلما تقدم الوقت ارتفع الضغط.
حسن لا يدخن، وبالتالي فهو لا يعاني من القطعة، غير أن عمل شيفور الطاكسي في مدينة كالبيضاء وفي رمضان له إكراهات جمة، يقول “نكدح ونشقى طوال أيام السنة، لكن في رمضان رغم أن الازدحام يحتل الطرقات والعصبية تسيطر على أغلب الركاب، فإن أجواءه تنسينا كل المتاعب.
لا ينكر حسن أن رمضان يعرف أزمة نقل حادة، مما يدفع ببعض سائقي الطاكسيات إلى ابتزاز المواطنين، وفرض وجهة معينة، تفاديا للازدحام وربحا للوقت، دون التفكير في مصالح الناس. “إنها سنة الحياة” يدافع الشيفور حسن عن نفسه وعن زملاءه في الحرفة، ويقول “ما أنا إلا مستخدم، أعمل ضد الساعة لأوفر الروسيطة لمول لكريمة، ثم بعدها أبحث عن ربحي ورزق الأولاد، وفي رمضان تقريبا نعيش شبه عطالة في النصف الأول من اليوم، وفي المساء الجميع يريد العودة باكرا، طبيعي أن تحدث البلبلة