الكويت: تكريم معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية كأفضل جهة قرآنية بالعالم الإسلامي
مولاي هشام يريد السلطة خارج الدستور، مولاي هشام يرى أن الدستور الحالي يجعله بروتوكوليا خارج التاريخ، مولاي هشام زربان خاصو “داكشي في أقرب وقت”، فبعد خمسة عشر سنة من الاشتغال في الواجهة الإعلامية والمعرفية استطاع أن يبني لنفسه مجتمعا مدنيا مكونا من عشرة أفراد، ولهذا فمن حق المغاربة أن يعرفوا وجهاء الكامون الذين يريدون أن يحكموا المغرب وفي مقدمتهم الصحافي الكبير الألمعي الذي يعمل متعاونا مع يومية القدس العربي يكتب لها عشرة مقالات في السنة، ويتلقى منها تعويضات تكفيه للعيش في الغربة بدون اللجوء إلى إكراميات الأمير، فهو يعيش في إسبانيا “بعرق جبينه” وفي استقلال تام عن الأمير وحاشيته لكي يناضل من أجل الديمقراطية في المغرب ومن أجل التغيير ومن أجل بناء مغرب حقوق الإنسان.
هذا الكلام كان صالحا في الأزمنة البعيدة عندما كان الصمت والكولسة سادة الموقف، كان الأمير يشتري لنفسه قناع الرجل الديمقراطي الذي يقتسم الهم الديمقراطي مع باقي الديمقراطيين في البلاد، لكن الصورة اليوم اهتزت بعدما بدأ مسلسل الفضح مع توالي كل الحقائق التي أعلنها أكثر من صحفي قد نختلف معهم حول أشياء كثيرة، فلكل مرجعيته في سوق الولاء والبراء، لكن ما كشفه الصحافي علي لمرابط وما كشفه شريك سابق لمولاي هشام حول دوره في شراء الذمم في الوسط الصحفي ودفتر التحملات الذي وضعه لكل الذين يدورون في فلكه والذين تناقصت أعدادهم و لم يبق منهم إلا الصحفي الألمعي الذي يعيش هذه الأيام نكسات المنبوذ في الإعلام بعد أنأجهد نفسه خمسة عشر سنة من أجل إستمالته إلى صفه، وفي الأخير لم يجدالمنبوذ في جانبه غير وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية و وكالة الأنباء الصحراوية و أسبوعية تجتر ماضي راديو ماروك من أجل الترويج لكتاب لم يجد من يشتريهفي السوق الفرنسية.
مولاي هشام “مَضْرُورْ هَادْ لِيَّامْ”، كان يظن أن السلطة سوف تتعامل بتشنج مع كتابه وتمنعه غير أن الناس كانت واقعية أكثر مما كان يتوقع، تركوا الأشياء على حالها لأن الكتاب يسيء إلى كاتبه أكثر مما يسيء إلى ذويه، لكن “اللِّي ضَارْ مولاي هشام أكثر هو أن الدنيا هانية في المغرب” لأنه كان يظن أن صدور كتابه سوف يكون فاصلا بين مغربين، مغرب ما قبل الصدور ومغرب ما بعد صدور الكتاب، لكن لا شيء تغير رغم أنه “سامر” منذ خمسة عشر سنة ودفع كل حوارييه من أجل تضخيم السلبيات والتشكيك في الإيجابيات التي يعرفها المغرب منذ 1999 وفي مقدمتها اقتراح المغرب للحكم الذاتي كحل ديمقراطي لقضية الصحراء، وهو تشكيك ينسجم مع ما يروجه خصوم المغرب حتى تبقى أطروحة الإنفصال هي السائدة.
الصحفي صاحب موقع الأمير كان ينتظر من مجلس الأمن أن يتخذ قرارا مناوئا لمصالح المغرب حتى يعطي لنفسه الفرصة لكي يصفي الحساب مع جهات بعينها داخل المغرب ومنذ مدة وهو يكتب أن القصور الدبلوماسي للمغرب في الخارج وأن ركوب الإنفصاليين على قضية حقوق الإنسان هو قصور لمخابرات البلد.
ويقترح الغرناطي على لسان الأمير خطة من وحي الأنظمة الستالينيةيجعل المخابرات تتحول من جهاز استخبار يوفر المعلومة للسلطة السياسية إلى جهاز يتحول إلى فاعل سياسي يذكرنا بالمرحومة الكاجيبي، وهو نفس المنظور الذي تشتغل به الجزائر، حيث تتحكم المخابرات العسكرية في المجتمع السياسي و جميع مرافق الدولة في غياب سلطة سياسية لها مرجعية التقرير.
الصحفي صاحب الأمير يريد من المخابرات العسكرية أن:
– تخلق لوبيات في مختلف الدول الأوروبية وداخل البرلمانات الأوروبية
– تحرك الجالية المغربية في دول الإتحاد الأوروبي وتنظمهم كقوة سياسية وثقافية لمغاربة الخارج.
-المواجهة الإعلامية مع جبهة البوليساريو
أما داخليا فالصحفي “نڭافة الأمير” يريد من المخابرات أن تأخذ مبادرات سياسية وإعلامية وثقافية لتحصن مغربية الصحراء.
والأكثر من هذا فالصحفي “نڭافةالأمير” يكشف للمغاربة أن قسم الدراسات في المخابرات لا يتجاوز عدد أفراده 20 فردا وهي بالمناسبة عينة من الأخبار التي يروجها الأمير حتى يظهر لكل المحيطين به بأنه رجل له امتدادات ويعرف الشاذة والفادة عما يجري في البلاد، وخصوصا المواقع السيادية الأكثر انغلاقا وأنه يعرف كل أسرارها.
إنه برنامج الصحفي وأميره المنبوذ حول الدور المستقبلي الذي يجب أن تلعبه المخابرات وتتحول إلىحكومة مكان الحكومة وتقوم بدور وزارة الداخلية ووزارة الخارجية ووزارة الإعلام ووزارة الشؤون الإجتماعية ووزارة الشؤون الثقافية ووزارة الجالية في الخارج والمجلس الوطني لحقوق الإنسان ووزارة العدل والأحزاب والنقابات وجمعيات المجتمع المدني.
فمن أجل عيون الصحفي وأميره المنبوذ يجب إلغاء كل المتراكم وأن تتربع المخابرات على رأس كل القطاعات، وإن لم تفعل فهي فاشلة وهي يجب أن تكون فاشلة لأنها عجزت عن معرفة العلاقة بين مولاي هشام وزكريا المومني، ولم تستطع أن تعرف أن مولاي هشام هو الذي دفع زكريا المومني لكي يقدم شكاية بمدير المخابرات المدنية، وأنها فشلت لأنها لم تعرف أن ثلاثة صحفيين تناوبوا على كتابة مذكرات الأمير باللغة الفرنسية وأن رضا بن شمسي لم يكن وحده كاتب مذكرات الأمير، وأن هناك صحفي فرنسي كبير كتب جزءا غير يسير بالإضافة إلى بعض الفصول التي كتبها صحفي مغربي معتمد لدى وكالة الأنباء الفرنسية.
نعم المخابرات فشلت لأنها لم تعرف أن الأمير كان يرشي الصحفيين من أجل استهداف المؤسسة الملكية، فشلت لأنها اهتمت بمحاربة الإرهاب ولم تهتم بمجال اشتغال غيرها حتى يصبح المغرب بلدا تحفظ فيه ذكرى الرفيق الأكبر ستالين.
فشلت لأنها لم تعرف من زار برينستون من مثقفي الخردة المغاربة، وأقام في فنادقها من مال الأمير، فشلت لأنها لم تعلم بتحويلات الأمير من العملة الصعبة إلى الخارج بطرق غير مشروعة. نعم مخابرات فاشلة وستبقى فاشلة لأنها لازالت متخلفة تشتغل بجمع الأخبار ولا تتحرك من أجل تفعيل استراتيجية على الأرض في الداخل والخارج، كما حدث في كديم إيزيك عندما لم تأخذ خبرا بالإجتماع الذي عقد في تندوف من أجل التهييء لعملية مخيم كديم إيزيك، ولم تخبر بتحرك الخمسة الأوائل إلى المنطقة من أجل إقامة الخيام الأولى ليلا، فكان عليها أن تقوم بهدم خيام الليلة الأولى بمعاولها وألا تنتظر طلوع الفجر.
مخابراتنا فاشلة لأنها لم تعلم أن الذي مول ورعى مخيمات اكديم ايزيك وكانت خيمته غرفة عمليات على اتصال مباشر بوزارة “الأراضي المحتلة” في تندوف، نعمة أسفاري سوف يصبح عميلا للأمير وسوف تتطوع “أمير بوست” لنقل أخباره للعموم حتى تذكر المغاربة بمقتل إحدى عشر مواطنا تم ذبحهم بدم بارد وتم التبول على جثتهم في رمال الصحراء، و هو عمل ديمقراطي ينم عن إحترام تام لحقوق الإنسان وفي مقدمتهم الحق في الحياة، ومع ذلك لم تثر يوما غيرة الصحفي وأميره الذي يريد أن يفهمنا بأن الباسبور لحمر لم يمنعه من أن يرق قلبه لحالنا وأنه لازال يحبنا، وأن محبته لنا هي التي جعلته يشتري لنفسه بيتا بتطوان وآخر بغرناطة من خيراتالأمير.
ولأنه يحبنا وينتصر لقضايانا وقضية الوحدة الترابية للمغرب تهمه وتهمنا، واكتشف قبلنا أن المغرب فشل في المواجهة الإعلامية مع جبهة البوليساريو، وأن المغرب يفتقر إلى موقع إعلامي بمختلف اللغات مكتوب بذكاء وبخطاب مختلف عن لغة الخشب و”العام زين”، يدافع عن قضية الصحراء ويعرف كما نعرف جميعا أن ثروة الأمير كبيرة جدا وأنه قضى خمسة عشر عاما يحاول فيها أن يبني لنفسه شبكة من الإعلاميين للترويج لهفوات المخزن، فليتطوع في إطار المبادرات غير المخزنية بالدفاع عن وحدة التراب التي تجمعنا ولا تفرقنا، ولينشأ لنا هو والأمير منبرا دوليا بجميع لغات العالم بعيدا عن لغة الخشب يدافع فيها عن المغرب و عن وحدته الترابية، فهي مبادرة لا تحتاج إذنا و لا رخصة من المخزن.
ما يهم الصحفي و أميره المنبوذ ليس قضية الصحراء ولا قضية سبتة و مليلية و لا الحدود التاريخية للمغرب، ما يهمه هو تبخيس سياسة المغرب لأنه و صاحبه يحلمون بمغرب لهم لا مغربا للمغاربة، يحلمون بمغرب يخدم مصالحهم الذاتية لا مغربا يخدم مصالحه.
كما يحصل الآن مع الدعوات لتشكيل “خيلوطة” سياسية يدفع الأمير كل الذين ذاقوا “فلوس البحث العلمي” في ميادين التاريخ والسياسة والإقتصاد والسوسيولوجيا من أجل جر العدل والإحسان تحت جبة الأمير، فاليسار بالنسبة للأمير انتهى، ولا بد أن يتطوع كل الذين وصل امتدادهم الجماهيري إلى سن اليأس وانقطع الطمث عن فكرهم الثوري لكي ينتظموا مع العدل والإحسان في إطار ثوري لتعزيز ميزان القوة الذي اختل اختلالا فظيعا لفائدة المخزن وأحزابه المخزنية، وتقيم العدل والإحسان تحالفا مع ما تبقى من مخازنية الأمير، في أفق حدث الأمير المنتظر… حتى يتم بعث نموذج المخابرات الثورية الذي احتضر في أوروبا الشرقية ونعود إلى زمن .Big Brother